بلغة عالمة وبيداغوجية جامعية سهلة ومقنعة شد الأستاذ أحمد العبادي اليوم (17 مارس 2016) الأنظار بالقاعة 18 بمجلس حقوق الإنسان بجنيف في العرض الذي ألقاه حول "دور الخطاب الديني في مواجهة التطرف". إذ كشف العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب،عن رقم مفزع يتجلى في أن العالم الإسلامي، من المغرب إلى أندونيسيا، يضم 5 مليون من العلماء والخطباء والوعاظ والمرشدين الدينيين. لكن المثير في الرقم الذي استشهد به العبادي أن الساحة السيبرنيطيقية "محتلة " من طرف المتطرفين أمثال "داعش" وغيرها. والدليل - نقلا عن العالم المغربي- أن المتطرفين ينتجون يوميا مابين 40 و45 ألف "تويت" في اليوم في تويتر لوحده دون استحضار باقي المواقع الاجتماعية من فايسبوك ولينكدن وإنستغرام وغيرها.
هذه الأرقام لم يطلقها أحمد العبادي هكذا من باب الترف، بل أوردها في سياق المقارنة بين نشاط الحركة المتطرفة واستغلالها لكل الفضاءات لنشر فكرها في الوقت الذي يعاين المرء انكماشا في هذا الباب من طرف الحاملين للفهم الناضج والسليم للإسلام، بدليل أن هذه الأعداد الهائلة، 5 مليون عالم ووواعظ، حتى لو أسقطنا منها 2 أو 3 ملايين وعزوفهم عن الاشتغال في الشبكة الاجتماعية، فستبقى هناك قوة عددية ماحقة من العلماء والوعاظ والخطباء لطرد الدواعش من الفضاء الأزرق أو على الأقل تأزيم خطابهم وعدم تركهم لوحدهم في الساحة.
لكن كيف يشتغل العقل الجهادي لاستقطاب الأتباع؟ ماهي الجاذبية التي يعمل بها الحقل المغناطيسي للمتطرفين لجر الأنصار؟
هذا ما سيكون موضوع مراسلة مفصلة ل "لأنفاس بريس" في القادم من الساعات
