الأحد 19 مايو 2024
سياسة

هل سيلتحق مزوار بحزب النهج الديمقراطي؟

 
 
هل سيلتحق مزوار بحزب النهج الديمقراطي؟

نعرف أن مصطفى البراهمة، المعتقل السياسي السابق والكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، عندما يقاطع الانتخابات فهو منسجم مع ذاته . فهو رافض للعملية السياسية برمتها، وقاطع الاستفتاء على الدستور كما يقاطع الانتخابات التشريعية والجماعية، والحزب معروف مساره ومن أين أتى ومن أسسه وما هي توجهاته وارتباطاته، وبالتالي تبقى مقاطعته للانتخابات مفهومة جدا بل منسجمة تمام الانسجام مع توجهاته، التي لا نرى طبعا أنها تخدم تيار الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء الدولة الحديثة، بل نراه حزبا نكوصيا يخدم أهدافا أخرى.

لكن المثير في الأمر هو أن يتبنى صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، الخطاب نفسه. ومن الغريب أن مزوار يقول عن شريكه في الأغلبية ورئيس الحكومة وحزب العدالة والتنمية أنه صنيعة "المخزن" من أجل ضرب الشيوعيين. و"كملها مزوار وجملها" عندما قاطع اللجنة الوطنية لتتبع الانتخابات، التي ترأسها وزيرا الداخلية والعدل مساء أول أمس الثلاثاء. وإمعانا في "الثورية" اتهم القضاء بالانحياز ومعاقبة نوابه البرلمانيين.

كانت الأحزاب اليسارية وأحزاب الكتلة الوطنية تصف الأحزاب الأخرى بالإدارية ومن بينها أو على رأسها التجمع الوطني للأحرار، الذي أسسه صهر الملك الحسن الثاني، في ظروف خاصة وكانت للسلطة مبرراتها لأن العديد من الأطر لم تجد نفسها في الأحزاب القائمة.

ولا يسمح المقام بالكشف عن مظلة صلاح الدين مزوار، الذي جاء لرئاسة الحزب من باب الوزارة، حيث تم صبغه بلون "الأحرار" قبل أن يتم دفعه دفعا لرئاسة هذا الحزب، والقضية كلها معروفة فيما يُعرف بالمجلس الانقلابي الذي انعقد بمراكش.

كيف لرئيس حزب مارس السلطة طوال مدة وجوده وكان مكملا  للأغلبيات أن يتحدث عن "المخزن"؟ المعروف عن اليسار وخصوصا النهج الديمقراطي هم من يستعمل بكثرة هذا المصطلح للإشارة إلى طبيعة النظام. لكن أن يستعمل ذلك مزوار فمعناه أنه نسي أنه عاش وزيرا في أكثر من مرة وفي أكثر من حكومة ولما أطاح بالمنصوري كان وزيرا للمالية متحكما في دواليب الاقتصاد وكان رجال الأعمال تحت "رحمته".

ونسي مزوار أنه دخل الحكومة بعد أن طلقها حزب الاستقلال عقب انتخاب حميد شباط أمينا عاما، وأنه كال المديح لبنكيران مبررا مشاركته في الحكومة بخدمة الوطن، وتحت الضغط الذي مثله انسحاب الاستقلال حصل على حصة الأسد من الحقائب الحكومية المهمة من بينها حقيبة الخارجية التي تولاها بنفسه دون غيره من أطر الحزب.

أن يقوم مزوار بمقاطعة اجتماع اللجنة الوطنية لتتبع الانتخابات فالأمر خطير جدا. فهذه اللجنة هي التي يُعول عليها لضمان نزاهة الانتخابات والتشكيك فيها تشكيك في الانتخابات. ماذا يريد مزوار من هذه الحركة العشوائية؟

ومن هول "الدوخة" التي يعيشها مزوار طعن في مقررات قضائية وهو ما يعاقب عليه القانون انتصارا لبرلمانيين ينتمون إلى حزبه دانتهم المحكمة وما زال أمامهم درجات أخرى للتقاضي. وإذا علمنا أن مزوار مدفوع هنا بتيار الدارالبيضاء الذي يقوده محمد بنطالب ويدعمه من الجنوب بودلال فهمنا سر هذه الغضبة المزوارية.

"المخزن". التشكيك في القضاء. مقاطعة لجنة الانتخابات. لماذا لا يلتحق مزوار بحزب البراهمة؟

للإشارة: عنوان الافتتاحية من اقتراح هيأة تحرير الموقع