الجمعة 27 سبتمبر 2024
مجتمع

مغربيات يطالبن براتب شهري لربات البيوت في عيدهن العالمي..

مغربيات يطالبن براتب شهري لربات البيوت في عيدهن العالمي..

سنة أخرى تمر، لتفتح الحدود بين نساء العالم من جديد، ويترك جانبا كل ما يميز بينهن من فوارق عرقية وسياسية واقتصادية وأيضا ثقافية. لتلتقين حول خطاب واحد مفاده تجديد مطالبهن الأزلية، التي تتصدرها مساواتهن بالرجال، وتغيير نظرة المجتمع الدونية لهن، على الرغم من أن دولا عديدة قطعت أشواطا مهمة في هذا الصدد، واعتلت نساؤها مناصب قيادية ومؤثرة في اتخاذ أكثر القرارات حساسية. ومغربنا، لا يمكن بأي حال فصله عن البلدان التي بصمت على خطوات متقدمة للدفاع عن مصالح المرأة، وتمكينها من الظروف التي تتيح لها إبراز قدراها الإبداعية، والكشف عما تكتنزه دواخلها من طاقات مكبوتة.

إنما، كل هذه المكتسبات لا يجب أن تحجب عنا ما يُنتظر من تحديات يتعين رفعها، خاصة إذا نظرنا إلى الشرائح النسائية التي مازالت تعتبر نفسها خارج إطار العناية المجتمعية، وحجتها في ذلك استمرار واقعها على ما هو عليه، رغم ما يقال عن المجهودات التي تبذل لأجلها، وإلا ما هو الجواب الشافي لإقناع هذه الأصوات المحتجة في ظل الأخبار التي تذاع بشكل يومي عن النساء اللاتي توقيفهن دوريات حرس الشواطئ بعد التأكد من محاولاتهن لبلوغ الضفة الأخرى عن طريق الهجرة السرية، كما منهن من لم تلق عليهن أيدي المراقبة إلا وهن جثثا لفظتها مياه البحر، ناهيك عن نساء أغلقت في وجوههن جميع الأبواب إلا تلك التي تحملهن إلى عالم الدعارة والإجرام.

في هذا الصدد، تؤكد زبيدة على أن عيد المرأة لا يعني لها شيئا، لأنه وبكل بساطة لا يُبدل أمرا في واقع المرأة المغربية العادية، الذي لخصته في الاحتقار وعدم الاعتراف بالجميل وضياع أبسط الحقوق. وإذا كانت ربة البيت هاته منذ 1981 تعتز بما قدمته لأسرتها من تضحيات، وإن على حساب وضعها الصحي والنفسي وأحيانا تعسف أقرب المقربين، فإنها تطالب بقانون يقضي بأن تتقاضى ربات البيوت أجرة شهرية أو أن يتم إقرار نظام تعويضات عن الزوجة كما هو الحال بالنسبة إلى التعويضات عن الأبناء التي تمنحها صناديق التقاعد، لأنها كما تقول تربي الأطفال وتفني عمرها في الاهتمام بشؤون أسرة كاملة، وهو عمل لا تجني من ورائه غالبا غير الجحود وعدم الاعتراف وأحيانا حتى استخفاف الأزواج الذين لا يخجل بعضهم في استنزاف آدمية من صنعت لهم اسما بعد أن كانوا نكرة.

ومن جهتها، قالت غيثة بأن هذا اليوم العالمي لا يجب أن يكون احتفاليا، بل مناسبة لإعادة النظر في وضعية المرأة، وفرصة لإقرار حقوقها التي تجعلها مساوية للرجل، كحقها في العمل والكرامة التي تهدر كلما خرجت إلى الشارع، وكلما لجأ الرجل إلى التخلي عن دوره إن تحت سقف بيت الزوجية أو  بعد الطلاق اتجاه الأبناء خصوصا، ولا أن يفلح فقط في ولادتهم طالما أن "حتى القرد را كيولد" تستشهد المتحدثة.