الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

الكتاني: بنكيران يحاول تبرير الظلم بالقرآن الكريم، فلا يجوز له فعل ذلك

 
 
الكتاني: بنكيران يحاول تبرير الظلم بالقرآن الكريم، فلا يجوز له فعل ذلك

"إذا كان القرآن الكريم، حسب بنكيران، يؤصل للاقتطاع من أجور المضربين عن العمل، فحتى تحريم المكوس مذكور في القرآن والحديث.."

هكذا بدأ حمزة الكتاني، المتخصص والباحث في السياسة والعلوم الإسلامية، حديثه مع "أنفاس بريس"، على خلفية الخروج الأخير لرئيس الحكومة، كونه استمد قراره بالاقتطاع من أجور المضربين عن العمل، من قوله تعالى: "والسماء رفعها ووضع الميزان".. وهو التفسير الذي لقي استنكارا لأنه يحتكم لنص ديني مقدس في واقعة دنيوية عليها خلاف سياسي..

الدكتور حمزة، في لقائه مع "أنفاس بريس". أكد أن هناك مصادر لتمويل الدولة في الإسلام، ولا يرجع للاقتطاع إلا بعد استنفاذ تلك المصادر، "وفي العادة يقتطع من أموال الأغنياء لا الفقراء.. وآخر مرحلة هي الاقتطاع من المال الخاص.. أما ومصادر التمويل الشرعية مهملة أو منهوبة فلا يجوز له فعل ذلك.."

وأضاف، "لا يجوز تبرير الظلم بالقرآن الكريم، الحكومة يجب أن تبحث عن مصادر تمويل شرعية، تتجسد في استغلال الموارد الطبيعية للبلاد، الرياح، والشمس، والبحار، والأراضي الفلاحية، والأوقاف.. كل ذلك له ضوابط شرعية إسلامية.. وحيث أن هذه الضوابط غير مرعية، والحكومة تبحث فقط عن الربح السهل المتمثل في اقتطاع أرزاق الناس، وإغراقهم في الضرائب والمكوس، فإنه لا يصح للسيد رئيس الحكومة أن يستغل العاطفة الدينية من أجل تبرير الباطل.."

وتساءل الدكتور حمزة، "إذا كانت المنظومة القرآنية غير متبعة في سن القوانين، فلماذا يحتج رئيس الحكومة بالقرآن الكريم؟.. هل للاستغلال السياسي؟.. هذا فيه إساءة بينة للقرآن الكريم، وسيتسبب في إساءة ظن الناس فيه.. فلا يجوز له فعل ذلك، وأعتقد أن تصريح السيد رئيس الحكومة إنما هو زلة لسان...

واستغرب الباحث في السياسة والعلوم الإسلامية، عقم الآلة التشريعية لحزب العدالة والتنمية، وقال: "أستغرب لحزب يزعم المرجعية الإسلامية؛ ليس له أي مشروع اقتصادي أو اجتماعي إسلامي؟ أين فقهاء الحزب، وخبراؤه، ما هو دورهم في التجديد الفقهي، وتطبيق القواعد على النوازل من أجل بلورة مشروع نهضوي متكامل ممتد من الشريعة الإسلامية؟ أم أن الدين يقتصر على الجلابة واللحية؟..

وحول ما إذا كان استغلال بنكيران لنص ديني مقدس لخدمة هدف دنيوي خلافي، أن يرفع من أسهم المطالبين بفصل الدين عن السياسة، شدد الكتاني على "أن الخطأ لا يداوى بالخطأ، نحن نريد دولة منسجمة مع دينها وحضارتها.. جلالة الملك يفعل الكثير، ولكن للأسف يد واحدة لا تصفق، فالعلماء نائمون، والسياسيون لا آفاق لهم ولا مشروع حضاري عندهم...أقصد جميع الأطياف لا طيفا بعينه، إسلاميون وعلمانيون ويساريون.. هذا التصور بالنسبة لي يشترك فيه الجميع، فليس في القنافذ أملس.. يريدون الخروج بذلك عن الدين وتطويعه للواقع، لا البحث عن الحلول الشرعية الحقيقية، لأنهم قاصرون للأسف، وهذا الأمر هو الذي يفقدهم المصداقية لدى الجميع.."