الاثنين 20 مايو 2024
سياسة

فؤاد الجعيدي: لا تستخدموا كلام الله لتبرير إجراءاتكم السياسية فالإضراب حق والاقتطاع من الأجر باطل

 
 
فؤاد الجعيدي: لا تستخدموا كلام الله لتبرير إجراءاتكم السياسية فالإضراب حق والاقتطاع من الأجر باطل

أبى رئيس الحكومة إلا أن يخرج عبر شريط فيديو بتأويل نص قرآني  ويتعلق بالآية القرآنية الكريمة (والسماء رفعها ووضع الميزان ) وهي من سورة الرحمن،وفسر اﻵية  على أنها تبرر  تغطية الحق في  الاقتطاع من أجور المضربين عن العمل،  وقد أثار بنكيران باجتهاده هذا جدلا قويا  و (جبد على راسو النحل ) بعدما وظف نصا قرآنيا مقدسا لأغراض سياسية مكشوفة ، في هذا الإطار  توصلت "أنفاس بريس" بمساهمة من  فؤاد الحعيدي،عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتكوين المهني، و عضو المجلس الوطني للاتحاد المغربي  للشغل نعرضها في ما يلي:

ما هكذا تورد الإبل يا معالي رئيس حكومتنا الموقرة والتي لم توقرنا نحن الكادحين البسطاء الضعفاء والذين لا يحلمون في هذا العالم ولا يطلبون فيه بالغدو والآصال سوى الصحة والعافية للبقاء على قوة العمل لكسب الرزق  وقوت الحلال ولا يتطلعون إلا لقبر الحياة الاقتصادي والمدرسة العمومية للأطفال وقليلا من الشعور والاطمئنان بأننا حيوانات ناطقة ولسنا حيوانات ضالة ولنا كرامة وأبسط الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحق في التظاهر والاحتجاج دون نزول العصي على رؤوسنا والحق في بيئة سليمة تأخذ بعين الاعتبار عشقنا لظل الأشجار والماء والخضرة والوجه الحسن..

لكن أن نمارس حقا مكفولا بقوة وعلانية دستور مملكتنا وتطلع علينا بكلام الله تتقول فيه أن الاقتطاع من الإضراب مذكور في القرآن فذلك تأويل لا يستقر إلا في لسان جاهل بالمعاني الكونية لكلام الله الذي أرسل نبيه المصطفى فينا رحمة بالعالمين..

لنكن واضحين لا تستخدموا كلام الله لتبرير إجراءاتكم السياسية  التي تحتمل الصدق كما الكذب واعلموا أن هذا القرآن الكريم الذي لا يتلوه سوى المطهرون يؤكد لنا في سورة آل عمران ( فمن افترى على الله كذبا من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ).

إن الافتراء على الله لا ترد عواقبه على الظالمين..وما وردت كلمة الافتراء في كلام الله إلا وهي مقرونة بصيغة الظلم على اعتبارها كذبا لا أساس له من صحة اليقين حيث الافتراء ظلم تأسس عماده ودعامته من الكذب..

لا حجة لكم في مذهبكم أن كلام الله يوحي بأن الاقتطاع من الإضراب مذكور في القرآن لنتعظ من سورة يونس عليه السلام ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا  ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ).

لنتق الله في أنفسنا وفي العباد.لقد استندت الطبقة العاملة في ممارستها لحق الإضراب على كل دساتير المملكة التي شرعت لهذا الحق وممارسة ولم يعتبر غيابا عن العمل يستحق الاجتهاد الأعمى للاقتطاع من الأجر..

هل قمتم كحكومة موقرة في اجتماعكم الأسبوعي بالتداول فيما بينكم كوزراء؟هل سمحتم لوزير التشغيل بإفادتكم بالنصوص والمواثيق الدولية التي تضمن في كل بقاع العالم الحق في الإضراب عن العمل للتعبير على الاحتقان الاجتماعي ولإثارة الانتباه على ضرورة التفاوض المباشر والجماعي على الملفات المطلبية..

الحقيقة أننا نمر من وضع صعب ويزاد صعوبة بصم الآذان والتعنت الأعمى.

كونوا داخل الحكومة يتغلب عليكم الإيمان بأن السياسة هي فن حسن تصريف الأزمات بالتوافقات الكبرى والمطاوعة والتي تستحضر السياسات التشاركية..أن نجيد الإنصات للنقابات عوض أخذ منخرطيها ومناضليها رهائن للمزايدات السياسة  ...أيها الظرفاء.