الأربعاء 8 مايو 2024
سياسة

فؤاد الجعيدي: رئيس الحكومة جعل من الإدارة بلهاء لا تميز بين الغياب والإضراب!!

فؤاد الجعيدي: رئيس الحكومة جعل من الإدارة بلهاء لا تميز بين الغياب والإضراب!!

في إطار مواكبة ردود الفعل التي خلفها الإضراب الوطني لـ 24 فبراير 2016، الذي نظمته المركزيات الأربع الأكثر تمثيلية، دفاعا عن المطالب والحقوق المختلفة للشغيلة والمواطنين كافة أمام انسداد أفق الحوار مع الحكومة التي يقودها الييجيدي، إضراب تزامن ربما -صدفة- مع قافلة السلامة الطرقية التي كانت تجوب ربوع جهة درعة تافيلالت إحدى قلاع المغرب العميق، وتروم الدفاع عن الحق في الحياة، وكأن الأمر فيه "ميساج" لتهريب الحوار من "وسخ الدنيا الفانية" إلى "دار الآخرة الباقية".. في هذا الإطار، توصلت "أنفاس بريس" بقراءة لحدث الإضراب من وجهة نظر فؤاد الجعيدي، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتكوين المهني، وعضو المجلس الوطني للاتحاد المغربي للشغل،  نعرضها في ما يلي  :

"معالي السيد رئيس الحكومة المغربية المحترم:

بعد الصلاة والسلام على المصطفى النبي الكريم.

لو تسمحون لي. قلتم في تصريح للصحافة المرئية، الذي شاهدته وفرحت به، أن الإضراب حق مكفول بهذا البلد السعيد، التجأنا إليه بعد دعوة المركزيات النقابية الأكثر تمثيلا، لأسباب تعرفونها وإن كنتم لا تقتنعون بها وعبرتم عن رفضكم لها..

لكن لماذا تأمرون العاملين تحت سلطتكم بتوجيه رسائل للمضربين؟ ليس العيب في الرسائل ذاتها إنما المحتوى الذي تضمنته، وهو الاستفسار عن أسباب الغياب ليوم 24 فبراير 2016.. بمعنى أنكم، يعني الإدارات التي تشرفون عليها، لا تعترفون للموظفين والمستخدمين في الإدارات العمومية وشبه العمومية بحق الإضراب.. وجعلتم الإدارة المغربية بلهاء بهذا الفعل.. فهي لا تفرق بين الغياب والإضراب عن العمل، وجعلتموها جاحدة وجاهلة للحقوق، وعلى رأسها الحق في الإضراب المكفول دستوريا، ودفعتم بها للاعتلاء عن أسمى قانون واستبداله بالهوى الذي يعصف بالأهواء.. حسبي الله ونعم الوكيل.

قلت، رب ضارة نافعة. لم أكن أتوقع أن الإضراب كان ناجحا لأنني رأيت في الإعلام المرئي الذي نؤدي فاتورته يتلو علينا نسبا تفيد أن المنخرطين والمتجاوبين مع الدعوة للإضراب كانت قلة قلية، وبت قلقا من أصدق زعماء النقابات الذين يصيحون ويعرقون وينفجرون في التجمعات العمالية، أم أنتم معالي رئيس الحكومة الذي يؤمن بأن الكذب من الكبائر، وآثاره تذهب بالأرزاق، فيتساوى فيها الحلال مع الحرام، كما تقول والدتي الله يرحمها، والتي لم تطأ قدماها مدرسة..

معالي رئيس الحكومة حين رأيت الاستفسارات حرت في أمرها وحجم أعدادها وتجاوزت في القطاع الذي أعمل فيه 96% وعلمت أن هذه الطريقة في تحريف الوقائع قد صارت جزءا من الحكامة التي ظلت شعارا لكم.. كما تلك الضحكة الخاصة بكم والتي تستخدمونها للضحك على الذقون.. ضحكة تشبه هاهات التهكم للتحكم في رقاب العباد..

معالي رئيس الحكومة أقسم لكم بأغلظ الأيمان أن الإضراب كان ناجحا، ولم أدرك حجم هذا النجاح إلا حين رأيت بأم عيني العدد الكبير والهائل للاستفسارات التي تتهيأون بها لقطع الأرزاق.

أقول لكم قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق التي نشكو من شحتها منذ أن سلطكم الله علينا..

والله لا أدري أي ذنب ارتكبناه، لكن أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، وأقول: ربنا لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ربنا نجينا، واعفو عنا فلا رازق سواك ولا قابض سواك.. أمرتنا بالسعي للرزق وهيأت لنا الأسباب ومنها الإضراب.. سبحانك تعالى عما يصفون".