الخميس 26 سبتمبر 2024
مجتمع

"اوكايمدن" الطفل اليتيم لمراكش

"اوكايمدن" الطفل اليتيم لمراكش

منذ سنوات وانا احرص على زيارة جماعة اوكايمدن (70 كلم عن مراكش). وكل عام كنت اوهم نفسي بان المسؤولين سيهديهم الله للتدخل لتحسين البنية التحتية بهذه المنطقة الاكثر شهرة بالمغرب،و لكنها للاسف من بين المناطق الاكثر اهمالا وفقرا.
اليوم زرت اوكايمدن بشكل خاطف وآلمني ان المنطقة مازال مغضوب عليها من طرف الحكومة والولاية والجهة والعمالة والمصالح الخارجية وتخلى عنها ممثلو الاحزاب والمنتخبين.
فالمغاربة يحجون الى اوكيمدن في كل الفصول لجمال الطبيعة وللهرب من توتر العيش بالمدينة ، وهو الحج الذي يرتفع صبيبه كلما حل موسم الثلج مثلما وقع يوم 27 فبراير 2016، لكن بدل ان تقوم السلطة العمومية بتوفير بنيات الاستقبال نراها تتعامل مع الزوار بمنطق "بوزبال". فالطريق الوحيدة الرابطة بين اوريكة واوكايمدن كارثية ومتاكلة وغير مدمجة في رادار وزارة التجهيز.والباركينات قليلة جدا لا تستوعب الاعداد الهائلة من السيارات. والتهيئة المحلية غير موجودة اصلا باوكايمدن لتسهيل تحرك وتنقل الناس(مثلا غياب مدارات وتشوير يساعد السائقين ورجال الدرك على تنظيم السير). والمراحيض العمومية منعدمة،اللهم مرحاضين(واحد للنساء والاخر للرجال) اذا دخل المرء اليه عليه وضع "السكافاندري"لكي لا يصاب بالغثيان، ماعدا اذا رغب في قضاء حاجته بشكل حيواني وبهيمي امام خلق الله. والمطاعم الموجودة التي تقدم الطواجن تنتمي للعصر الطباشيري، اذ لا يعرف معظمها ما معنى الوقاية والنظافة ولو في حدودها الدنيا لغياب تاطير من طرف المصالح البيطرية ومصالح حفظ الصحة بالجماعة واقليم الحوز وولاية مراكش، لارشادهم لطرق يحافظون بها على المواصفات الدنيا دون ان يكلفهم ذلك مالا كثيرا،خاصة وان المطعم المحترم الوحيد الموجود باوكايمدن (يتوفر على رخصة بيع الكحول) يقدم وجبات(نعترف انها جيدة) باثمنة غالية ليس بوسع الغالبية الساحقة من المواطنين تحملها.
والمؤسف ان اوكايمدن تابعة لولاية مراكش التي تعد من انشط المدن بالمغرب من حيث انتاج الثروة.هذه الثروة لم تنعكس اطلاقا على ضواحي مراكش باوكايمدن وستي فاظمة وشيشاوة وامزميز واومليل وتامنصورت وغيرها.
هنا يحق التساؤل: اين فائض الثروة بمراكش؟من يقوم بتهريب الثروة من عاصمة البهجة ويحرم محيط مراكش من الاستفادة من بعض العوائد بما يحقق العدالة الاجتماعية ويرفع مستوى العيش ويحسن جودة العيش بهذه المناطق المنكوبة.
ان مدن الشمال كانت مثل اوكايمدن واكدز وتيشكا وستي فاضمة من حيث الحرمان والاحتقار والافتقار للبنى التحتية. لكن لما توفرت الارادة السياسية ظهر المال و"لبلان": فتم انجاز المدار المتوسطي الذي فك العزلة عن الشمال وبرزت مشاريع اخرى مكملة ناهضة و مهيكلة بالمضيق والفنيدق وطنجة ومدن الريف.
فهل سكان الحوز صهاينة لا يستحقون ولو عشر ما صرف في الشمال؟ وما جدوى هذه الاحزاب والمنتخبين والعمال والولاة ومنثلي المصالح الخارجية بجهة مراكش ان لم يعملوا على تمتيع الحوز بطرق آمنة وواسعة وتحترم مواصفات الجودة.وهذا أضعف الايمان؟