يرى الخبير في مجال الطاقة فؤاد موساوي أن إطلاق محطة نور 1 بورزازات سيمكن من إنتاج 160 ميغاواط في انتظار إطلاق باقي المحطات ( نور 2، نور 3، نور 4 ) والذي سيمكن من إنتاج ما مجموعه 560 ميغاواط، بالإضافة إلى إنتاج المركب الريحي بطرفاية وباقي النقاط الأخرى والذي سيمكن المغرب من توفير 50 في المائة من حاجياته الطاقية في أفق 2020 كما لم يستبعد تمكن المغرب من تصدير الطاقات المتجددة مستقبلا، مشيرا إلى أن هذه المحطات يتم بنائها وفقا للمعايير العلمية الدولية وما يحسب للمغرب – يضيف – هو أن مركب نور لن يستغل في التجارب العلمية على غرار بعض البلدان بل في الرفع من إنتاج الطاقة الشمسية لدرجة أن وكالة نازا الأمريكية كانت تتبع خطوات المشروع منذ بدايته عبر الأقمار الصناعية.
كيف تلقيتم كخبراء إطلاق مركب نور 1 بورزازات والذي يعد أول مركب للطاقة الشمسية والتي يتوقع أن تصل طاقتها الإنتاجية الى 160 ميغاواط ؟
مركب نور يتكون من أربعة محطات، نور1 ونور 2 ونور 3 ونور 4، وكما في علمكم فقد أعطى صاحب الجلالة انطلاقة مركب نور 1 يوم ...بطاقة إنتاجية ستبلغ 160 ميغاواط، وفي المستقبل القريب سيتعززمركب بنور بإعطاء إنطلاقة كل من نور نور 2 بطاقة إنتاجية تصل الى 200 ميغاواط ، ونور 3 الذي سيمكن من إنتاج 150 ميغاواط ، أما نور 4 فسيمكن من إنتاج 50 ميغاواط.
وماذا عن دلالات اختيار ورزازات لإحتضان مركب نور لإنتاج الطاقة الشمسية ؟
بكل بساطة فالأمر مرتبط بتوزيع التساقطات الشمسية في المغرب، حيث تكثر حسب الدراسات العلمية بنواحي ورزازات والراشدية أي الجنوب الشرقي للمملكة، ولهذا فأي محطة كبيرة للطاقة الشمسية من المفروض أن تقام في هذه المنطقة، كما أن إنتاج الطاقة الشمسية في ورزازات لن يكون على حساب الأراضي الفلاحية، فأراضي الدولة الكفيلة باحتضان المشروع متوفرة، وتخيل معي أن مساحة مركب نور تعادل 250 ملعب لكرة القدم وليس من السهل توفير هذه المساحة في منطقة أخرى، الى جانب قرب مركب نور من المطار ومن اللوجستيك الكفيل بنقل الآليات ، ودون الدخول في التفاصيل العلمية - التقنية والأكاديمية فهناك نوعين من محطات الطاقة الشمسية، فهناك نوع يشتغل بالشعاع المباشر وهي الإشعاعات الشمسية التي تأتي من القرص الشمسي مباشرة للمحطة وهي المحطات التي تستعمل ألواح عاكسة مقعرة حيث تتركز الأشعة الشمسية في منطقة تسمى البؤرة وهذا هو المبدأ الفيزيائي الذي يستند عليه نور 1 أي التركيز الشمسي وهناك محطات أخرى تشتغل بالشعاع المباشرة بالإضافة الى الأشعة المشتتة ومنطقة ورزازات تتميز بانتشار الأشعة المباشرة كما تتميز بما يزيد عن 3000 ساعة ضوئية من الشمس سنويا .
ماذا عن تأثير إطلاق محطة نور 1 على إنتاج الطاقة في المغرب ؟
الفوترة الطاقية في المغرب بنسبة 90 إلى 94 في المائة كلها مستوردة ، ومحطة نور 1 سيمكننا من إنتاج 160 ميغاواط في انتظار إطلاق باقي المحطات مما سيمكننا في المحصلة من إنتاج ما مجموعه 560 ميغاواط، واذا أضفنا إلى ذلك إنتاج المركب الريحي بطرفاية والإنتاج الطاقي لبعض النقاط الأخرى مستقبلا عبر الطاقة الريحية فهذا سيمكننا من توفير 50 في المائة من حاجياتنا الطاقية في أفق 2020 أو 2025 ، وربما في إطار التخطيطات الماكرو إستراتيجية بالمغرب سيتم تصدير الطاقات المتجددة الى الخارج وخصوصا الى أوروبا .
ومتى سيتحقق هذا الحلم ؟
هذا سيتحقق لما سيتمكن المغرب من تغطية حاجياته من الطاقة، ربما في أفق 2025 الى 2030 .
ولماذا لايتم تسريع وتيرة الإنتاج من أجل الوصول الى تحقيق الإكتفاء الذاتي في غضون السنوات العشر القادمة عبر تنويع مصادر الطاقة ؟
تنويع مصادر الطاقة موجود، ففي القصر الصغير هناك حقول لإستغلال الطاقة الريحية ، وهناك أيضا مركب ريحي في طرفاية، وأعتقد أنه سيتم إحداث محطات جديدة للطاقة الشمسية في ميدلت وفي نواحي مراكش، والمغرب أضحى يهتم بإنتاج كافة أصناف الطاقات المتجددة ، وفيما يخص تسريع وتيرة الإنتاج التي أشرتم إليها فصاحب الجلالة يبذل جهودا كبيرا في هذا الإطار، فمن قبل لم يكن هناك وعي بأهمية إنتاج الطاقات المتجددة، وحاليا هناك وعي لدى المسؤولين في الوزارات، كما ان هناك أيضا وعي لدى السلطات بأهمية استعمال الطاقات المتجددة، علما أن المشكل المطروح حاليا في العالم هو مشكل الطاقة فمن يملك الطاقة يملك مفاتيح التقدم، وفيما يخص تسريع وتيرة بناء محطات نور 1 ونور 2 ونور 3 ونور 4 فالأمر يتطلب نوع من الدقة علما أنه يتعلق بمسائل علمية لها علاقة بالإلكترونيك والبصريات وعلم الفضاء والديناميكا الحرارية..فالكثير من الخبراء يتدخلون في هذا النوع من المشاريع.
وهل يتم إحترام المعايير الدولية في المجال التكنلوجي والمجال البيئي ؟
بطبيعة الحال..هذه المحطات يتم بنائها وفقا للمعايير العلمية الدولية، واذا لم يتم احترام القوانين الفيزيائية فإن هذه المحطات لايمكنها أن تحقق الهدف المنشود، سواء كانت هذه المحطات في الولايات المتحدة الأمريكية أو سريلانكا أو في وارزازات، لابد من الإنضباط للمعايير العلمية، والفرق يكمن فقط في مدى توفر الإشعاع الشمسي وخصوصا منه القادم مباشرة من قرص الشمس .
وهل يعتمد مركب نور لإنتاج الطاقة الشمسية على الخبرات الأجنبية أم الوطنية ؟
مع الأسف مركب نور يعتمد على خبرات أجنبية علما أن المغرب يتوفر على خبراء راكموا خبرة مهمة في هذا المجال لكن للأسف ليس هناك وعي بالكفاءة العالية للخبرات الوطنية، وكما تعلمون فإن المجموعة السعودية "أكوا باور أنترناشيونال" هي التي فازت بطلب العروض الذي تم إطلاقه لإعداد وتمويل وبناء واستغلال وصيانة محطة نور 1 الى جانب شركة "سينير"، الشركة الاسبانية المتخصصة في الهندسة والبناء، علما أن اسبانيا سبقتنا في مجال إنتاج الطاقة الشمسية هي تتوفر على محطة كبيرة للطاقة الشمسية في ألميريا كما تتوفر كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على محطات لكنها مجرد محطات صغيرة للبحث العلمي وما يحسب للمغرب ان مركب نور لن يستغل في التجارب بل في الرفع من الإنتاج الطاقة الشمسية لدرجة أن وكالة نازا الأمريكية كانت تتبع خطوات المشروع منذ بدايته عبر الأقمار الصناعية، وأعتقد أن سر الطاقات المتجددة يكمن في كونها طاقات نظيفة وغير ملوثة كما أنها لا تحمل أية مخاطر مثل الطاقة النوورية .