الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
مجتمع

الملك ينزع القداسة عن نفسه، وبنكيران يحيطها بشخصه وحليفه النقابي يتيم (مع وثيقة)

الملك ينزع القداسة عن نفسه، وبنكيران يحيطها بشخصه وحليفه النقابي يتيم (مع وثيقة)

الأمر لا يتعلق بلعب بالكلمات، بل هي حقيقة لا غبار عليها، نعم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، شخص مقدس، ليس بحكم النصوص القانونية التي تنص على إهانة موظف أثناء أداء مهامه، وإنما بحكم القوانين الداخلية للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، يعني الجناح النقابي لحزب العدالة والتنمية.. قداسة لا تمس شخص بنكيران، بل حليفه النقابي محمد يتيم ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات.. كيف ذلك؟

مولاي الحسين كثير مسناوي، موظف نقابي نشيط في قطاع العدل بالدار البيضاء، فهو عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية لقطاع العدل التابع للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع العدل بالدار البيضاء.. ورغم نشاطه النقابي المشهود له به في قطاع العدل، فهو يميز بين العمل النقابي والخلفية الحزبية.. فهو يتصور -وهذا هو الأصل- أن نشاطه داخل نقابة الاتحاد الوطني للشغل لا يعني تصفيقه لقرارات وزراء حزب العدالة والتنمية، بما في ذلك بنكيران رئيس الحكومة، مادام أن العمل النقابي غير تابع للعمل الحزبي أو الحكومي، وإلا فنحن أمام قطاع مواز حزبي لا يختلف عن القطاع الشبيبي والنسائي..

لم يكن مولاي الحسن، الشاب الذي تشبع بالدراسات القانونية في كلية الحقوق بالدار البيضاء، واختار الاشتغال بكتابة الضبط باعتبارها القلب النابض للعدالة، وتمرس في العمل النقابي عن جدارة واستحقاق بشهادة زملائه في العمل، (لم يكن) يخفي موقفه الصريح من بعض الإجراءات التي يتخذها وزير العدل والحريات وكذا رئيس الحكومة وأيضا محمد يتيم الكاتب الوطني للنقابة، فهم بشر يخطئون ويصيبون، وانتقادهم ليس لشخصهم، وإنما لانعكاس قراراتهم سلبا على قطاع العدل وعلى المسار النقابي للاتحاد الوطني للشغل.. ولأنه مستقل حزبيا، ولا تربطه أية علاقة تنظيمية بحزب العدالة والتنمية، أو بغيره من الأحزاب، كان مولاي الحسن متحررا في انتقاداته للقيادتين الحزبية والنقابية.. ومن هنا كان القرار بفصله عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والمبرر هو كما جاء حرفيا في قرار الفصل، الموقع من قبل عبد الله عطاش الكاتب الجهوي للنقابة بالدار البيضاء، الذي جاء فيه:

".. نظرا لكون المعني بالأمر لم يحضر لمهرجان فاتح ماي لسنتين متواليتين..

ونظرا لتصرفاته غير اللائقة في المكتب الجهوي للعدل..

ونظرا لاتهامه للكاتب الوطني بالديكتاتورية والتسلط، وادعائه أن محمد يتيم يتبنى مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى" و"لا أريكم إلا ما أرى".

ونظرا لتوجيهه لكلام غير مسؤول في حق الكاتب الجهوي والمكتب الجهوي وفي حق الاتحاد ونضالاته.

(هذا هو الأهم)، ونظرا للاتهامات الموجهة لبعض وزراء العدالة والتنمية، وخاصة رئيس الحكومة ووزير العدل، ووصفهم بمختلف النعوت في لقاءاته مع الأفراد وفي المكتب الجهوي لقطاع العدل بالدار البيضاء، وتبخيس أعمال الحكومة بطريقة فجة وغير مؤدبة..

لكل ما سبق.. تم اتخاذ قرار الفصل في حق السيد مولاي الحسين كثير مسناوي عضو المكتب الجهوي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالدار البيضاء".

هي حيثيات وقرار بالفصل، وهي رسالة أيضا وجهها إخوان يتيم وبنكيران لكل من سولت له نفسه، سواء داخل الحزب أو النقابة، بانتقاد الزعيمين الخالدين، وبالتالي فالطرد سيكون لكل من سولت له نفسه الخبيثة بالمس بشخصهما المقدس..

في لقائه مع موقع "أنفاس بريس"، تشبث مولاي الحسين بأقواله التي كان ينتقد عبرها الأداء الحكومي والنقابي، وكيف كان في كل مناسبة يدعو لعدم الخلط بين ما هو سياسي وما هو نقابي. وأكد ردا على قرار الطرد بأنه أعلن رفقة زملاء نقابيين، وهم: عبد الهادي هيبة ومحمد المسعودي وحميد بوروضا، انسحابهم من هذه النقابة للأسباب التالية:

"- عدم وضوح الرؤية النقابية للمنظمة عكس ما تدعيه قوانينها.

- استئساد أقليات بالقيادة المركزية وسعيها الدائم لفرض أفكارها وآراءها وتصوراتها على باقي أجهزة الاتحاد دون مناقشة أو تشاور.

- حياد المنظمة النقابية عن منطق الدفاع عن الطبقة العاملة واصطفافها إلى جانب الحكومة وترك الموظف عرضة لاستباحة جيبه عبر الاقتطاع عن أيام الإضراب.

- محاولة إخراس كل الأصوات الشريفة والمعارضة عبر استصدار قرارات فوقية ضد القانون والأعراف وإسكات كل الشرفاء ومصادرة حقهم في التعبير عن آراءهم بكل حرية.

- تداخل النقابي بالسياسي لدى قيادة الاتحاد وذلك باستغلال اللون الحزبي كمعيار في اختيار مناضلين على المقاس واتباع سياسة "لا أريكم إلا ما أرى"، والدفاع عن وزراء الحزب واتخاذ قرارات ضد كل من يرفعون أصواتهم ضدهم أو يعبر عن أفكار تنتقد سياستهم".

Watika-Naqaba