وصف المقرئ أبو زيد، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، ما جاء في كلام رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بخصوص إمكانية رفع سن التقاعد إلى 77 عاما حالة عدم اتخاذ الإجراءات الللازمة بـ"الأضحوكة"، متسائلا بسخرية "وهل عندنا أعمار اليابانيين؟". وأضاف من خلال تدخله هذا اليوم في الجلسة الشهرية بالبرلمان، بأن ما تبين له عبر الوثائق وما قاله رئيس الحكومة، إما اللجوء إلى التصلب عند قضية السن مما سيؤدي إلى رفع نسبة المساهمة لـ 50 في المائة، وإما تجميد قاعدة الاحتساب، وبالتالي الوصول إلى 77 سنة، أو الذهاب إلى المساهمة حيث ستتضرر مداخيل الطبقة الشغيلة. ليستطرد بأن ذلك يستوجب الإشارة إلى حقيقة كون عندما اتخذت قاعدة الاحتساب المريحة (نقطتين ونصف) كان مقابل كل مستفيد في صندوق التقاعد 12 منخرطا نشيطا يؤدون عنه، أما اليوم فقد انهار ذلك من 12 إلى 3، مع العلم أن هناك وتيرة جنونية في خفض الموارد وارتفاع التكلفة.
وفي هذا السياق، طالب أبو زيد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أن يكون تمديد سن التقاعد اختياريا، وذلك بفعل وجود بعض القطاعات المرهقة في التعليم، مثلا، وأيضا بعض الفئات الهشة كالأمهات اللاتي لا يطقن الاشتغال ما فوق سن الستين.
ومن جهة أخرى، قال أبو زيد لعبد الإله بنكيران بأنه من الممكن أن يتفهمه الشعب المغربي عند اتخاذ قرارات موجعة مع الصدق ونظافة اليد والصراحة التي تورث الراحة، والاقتناع بأنها هي الاختيار الصحيح، لكن في المقابل لن يتفهم القرارات التي لا علاقة لها بالإكراهات المادية، والتي تتعلق بالهوية والجانب الثقافي وبالمصير، مشيرا إلى ما أسماها بـ"المراسلة غير الموفقة" لوزارة التربية الوطنية فيما يتعلق بلغة التدريس والتشكيلة غير الطبيعية للجنة إعداد القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة والتي تحتاج من بنكيران، حسب أبو زيد، إلى وقفة حازمة "لأن الشعب المغربي سيعذرك في أمر المال وأنت تقول لهم دائما إذا جاد الله جاد عمر، وإن مع العسر يسرا..فإذا جاء العسر نتدارك العسر.. ونرجع من التقشف إلى الرفاهية. لكن في الاختيارات السياسية والإيديولوجية لا رجعة لأن الكارثة تنعكس على قرون".