إعلان التحالف الإسلامي ضد الإرهاب من 34 دولة والذي تقوده المملکة العربية السعودية من دون نظام ولاية الفقيه الإيراني، قد کان في حد ذاته تأکيدا واضحا على الدور المشبوه الذي يقوم به هذا النظام فيما يتعلق بدعمه وعلاقته بالإرهاب الذي يسود المنطقة و العالم.
إجراء عملية مراجعة بين الفترة التي أعقبت تأسيس النظام الايراني وبين الفترة التي سبقتها، نجد أن انتشار التطرف الديني والإرهاب قد ظهر وبرز بعد تأسيس هذه الجمهورية، والتي رافقتها أيضا تدخلات مريبة واسعة النطاق في شؤون دول المنطقة نجمت عنها تأسيس أحزاب وجماعات وميليشيات تابعة لطهران ومؤتمرة بأمرها، ولسنا نبالغ أبدا فيما لو قلنا جازمين أن طهران بتدخلاتها وسياساتها المشبوهة المخلة بالأمن والاستقرار في المنطقة، قد شغلت العرب عن مواجهة عدوهم الاساسي وفتحت لهم جبهة کانوا ومازالوا في غنى کامل عنها.
الأسلوب الذي استخدمته إيران عبر التأثير على الأمن الاجتماعي لدول المنطقة من خلال استغلال وتوظيف العامل الطائفي بأسلوب مشبوه وخبيث واستخدامه کورقة ضغط على هذه الدول.. وإذا ما لاحظنا طبيعة هذا الاسلوب وسياقه، فإننا نرى أن طهران قد استخدمت العنصر العربي ضد العرب أنفسهم، بمعنى شغلت العرب ببعضهم من خلال تصدير التطرف الديني ببعده المذهبي لهذه الدول وتحريض المذاهب الإسلامية على بعضها، وهذه حقيقة صارت معروفة ليس لدول المنطقة فقط وإنما للعالم کله بدون استثناء.
معادلة الصراع القائمة بين نفوذ نظام ولاية الفقيه الإيراني وبين دول المنطقة والعالم من جهة أخرى، هي معادلة لصالح الأول، لأن الأسلوب الذي استخدمته کان أسلوبا يعتمد على تحريك العامل الداخلي وإيجاد طوابير خامسة تعمل ضد هذه الدول، والنقطة المهمة والحساسة التي يجب أن نلاحظها أن الدول العربية والإسلامية ودول العالم في مواجهتها ضد النفوذ الإيراني هي افتقادها للعنصر الإيراني في المواجهة.. ذلك أن طهران، وکما أسلفنا، تستخدم العنصر العربي بعد إعداده وتدريبه وتوجيهه.. وکل هذا يتم في وقت يعلم العالم کله بوجود معارضة إيرانية نشيطة لها أذرع وتواجد حيوي داخل إيران والمتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي أثارت وتثير ذعر طهران على الدوام.. وإن تجاهل هذا العنصر لحد الان، هو أمر في خدمة وصالح طهران ويرجح معادلة الصراع لصالحها.
إننا نرى الوقت قد حان من أجل إدخال العنصر الإيراني في مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، وذلك من خلال تفعيل وتنشيط دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من خلال الاعتراف بها من جانب دول المنطقة وفتح مقرات ومکاتب وممثليات لها.. وإننا نعتقد بأن مثل هذه الخطوة سوف يقلب الطاولة على رأس إيران ويغير من طرفي المعادلة لصالح السلام والأمن و الاستقرار في المنطقة.