الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
مجتمع

الوحداني، رئيس بلدية سيدي إفني سابقا، يعانق الحرية هذا اليوم

الوحداني، رئيس بلدية سيدي إفني سابقا، يعانق الحرية هذا اليوم

مضى عام بالتمام والكمال، بأيامه ولياليه، بساعاته ودقائقه، بخريفه وشتاءه وربيعه وصيفه، كانت أسرته تترقب كل مناسبة وطنية أو دينية، عسى أن يشمله عفو ملكي، إنها قصة محمد الوحداني مع فترة عقوبته السجنية، بين مركزي ايت ملول وتيزنيت، صمد الباعمراني الرئيس السابق لبلدية سيدي إفني طوال 365 يوما، واستطاع أن يتغلب على السجن، وهو الذي خبره حين كان عضوا قياديا في السكرتارية المحلية لسيدي إفني، قبل أن يتقلد مسؤولية رئيس البلدية، دون أن يتمكن من استكمال ولايته الحالية في ظروف غامضة ما زالت تحتاج لكثير من الضوء، ويعود إلى السجن على خلفية تزعمه لمظاهرات احتجاجية بالإقليم على خلفية الفيضانات التي ضربت بعضا من مناطق جهة كليميم واد نون..

اليوم الثلاثاء 15 دجنبر 2015، يختلف كثيرا عن يوم الإثنين 15 دجنبر 2014، حين تم اعتقال الوحداني من أمام راديو "إم إف إم"، في مساء مطير، لم يستمع المستمعون لمداخلته الإذاعية حول تدبير الدولة لقضية الفيضانات، ولا لنداءات الاستغاثة التي كان يطلقها باستمرار عبر صفحته الفيسبوكية، لكنه مع ذلك صرح بها أمام سلطة أعلى من السلطة الإعلامية، هي السلطة القضائية، وعوض أن يكون الحكم في البرنامج الإذاعي للمستمعين، كان القرار الأول والأخير، الابتدائي والاستئنافي للهيئة القضائية، سنة حبسا نافذا، توالت عقبها البلاغات والاستنكارات والوقفات الاحتجاجية خصوصا أمام مقر السجن المحلي لأيت ملول وبعدها السجن المحلي لتيزنيت، لكنها سرعان ما خفتت، ليواجه الوحداني وأسرته القدر بصبر واحتساب، وكانت كل زيارات بنتيه وزوجته وأشقائه، تحمل رسائل تدوم للزيارة المقبلة، ورغم مرضهما حرص والديه على أن يقفا إلى جنب ابنهما البكر، فهو سليل أسرة مناضلة، عام تغيرت فيه العديد من الأمور، إلا البنية التحتية وعامل إقليم سيدي إفني، أصبحت شقيقته لطيفة عضوا بجهة كليميم السمارة، وتولى رئاسة البلدية مستشار مازال يتلمس الخطى، في حين أصبح الزميل ابراهيم بوليد، الذي كان مقررا أن يستضيفه ضمن البرنامج الإذاعي، رئيسا للمجلس الإقليمي لأيت لاعمران، كما عرفت رئاسة الجهة تغييرات، أعطت دفتها لأستاذ جامعي هو عبد الرحيم بوعيدا، بعد سباق آخر دقيقة مع غريمه عبد الوهاب بلفقيه..

اليوم الثلاثاء سيعيش قطاع واسع من الباعمرانيين سواء داخل المغرب أو خارجه، فصلا آخر، من فصول الاحتفال بأحد أبنائهم، حيث سيكون برنامج اليوم، كما علم به موقع "أنفاس بريس"، احتفالا وتكريما، سيبتدأ من الصباح الباكر، عند خروج الوحداني من سجن تيزنيت، بتظاهرة في عين المكان لحقوقيين وجمعويين وأفرادا من أسرته، ثم الانتقال إلى جماعة مير اللفت، حيث سيتم تناول وجبة الغذاء، واستكمال الاحتفالية عشية نفس اليوم بحي بولعلام، الحي الذي يعد معقل النضال باستمرار، ومنه انطلقت سكرتارية سيدي إفني، إذ من المنتظر أن تنصب منصة خطابية يلقي خلالها محمد الوحداني كلمته، وهو نفس المكان الذي توبع بسببه السنة الماضية، كما ستلقى كلمات باسم أسرته وفعاليات حقوقية وجمعوية وحزبية من داخل الإقليم وخارجه، وكذا كلمة باسم الجالية الباعمرانية في الخارج.

"أنفاس بريس"، ستواكب هذا الحدث، من عين المكان، وستنقل لقرائها تفاصيله بالصوت والصورة..