في الوقت الذي لم يلملم فيه ضحايا مخيمات تندوف جراحهم، بعد الكارثة الطبيعية التي ضربت عددا من الخيام والدور الطينية، جراء الفيضانات التي غمرت ديارهم، وتركتهم يلتحفون السماء ويبيتون في الأرض، تأبى القيادة الانفصالية لجبهة البوليساريو، إلا أن تتاجر في مصائب اللاجئين الصحراويين.. هذه المرة ليس المتاجرة في المساعدات الأممية التي تمنح للساكنة، بل تدشين قاعة للمؤتمرات، تخصص لأشغال المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو، الذي سيعقد في الفترة ما بين 16 إلى 20 من الشهر الجاري، حيث حرص محمد عبد العزيز، في تحد صارخ لمعاناة الضحايا والمشردين على الوقوف شخصيا على سير أشغال البناء.
وحسب أصوات صحراوية من داخل مخيمات تندوف، فإن جبهة البوليساريو الانفصالية لم تول أي أهمية للأصوات الداعية لتأجيل المؤتمر وإعطاء الأولوية للمتضررين من المواطنين البسطاء من كارثة الفيضانات التي ضربت مخيمات اللاجئين الصحراويين قبل شهر، وكأن لسان حال "القيادة الصحراوية" بعد تشييدها لقاعة جديدة بمنطقة منكوبة هو "ننجح أنا.. يعمل الحاسي ايطيح". وكلفت هذه القاعة ميزانية تقدر بأكثر من 2 مليار سنتيم جزائري، أي ما يعادل 166 ألف يورو.
وكان ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الجزائر، "توماس دافا"، قد أكد في وقت سابق أن المنظمة مازالت "بعيدة كل البعد" عن تلبية احتياجات اللاجئين الصحراويين المتضررين من الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة في أكتوبر الماضي، لاسيما في مجالي التربية والصحة، مبرزا أن نحو 32 ألف طفل بحاجة إلى مقاعد دراسية.
ومباشرة بعد الكارثة وجهت العديد من الهيئات الأممية بالتنسيق مع اليونيسيف على رأسها برنامج الغذاء العالمي ومفوضية اللاجئين والمنظمة العالمية للصحة، دعوات دولية لتقديم المساعدات الاستعجالية للمتضررين خلال الأشهر الثلاثة الأولى والتي قدرت بقيمة 20 مليون دولار.بينما قدرت اليونيسيف لوحدها احتياجات المنظمة لمليون و700 ألف دولار لتلبية المتطلبات في مجال التربية، فقد بلغت الاحتياجات في مجال الصحة نحو مليون دولار من الإعانات لإعادة تأهيل المؤسسات الصحية حسب ما أكده ممثل "اليونسيف".
وشهدت أسعار الياجور “ابريك” ارتفاعا ملموسا بعد كارثة الفيضانات الاخيرة التي شهدتها مخيمات اللاجئين الصحراويين قبل شهر، ولم يراع المتحكمون في أسعار مواد البناء الظروف الاقتصادية الصعبة للاجئين الصحراويين، خاصة بعد كارثة الامطار الأخيرة. واعتبر البعض ذلك استغلال لمأساة المواطن والظروف التي تمر بها المخيمات عقب كارثة التساقطات المطرية الاخيرة، وما سببته من خسائر في المنازل، مما أدى الى ارتفاع جنوني في أسعار بيع الياجور واليد العاملة.