الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

شامة درشول: حقائق تبرع مالك "فيسبوك" ب 99 في المائة من ثروته

شامة درشول: حقائق تبرع مالك "فيسبوك" ب 99 في المائة من ثروته

نقلت معظم وسائل الإعلام وخاصة الإلكترونية، خبر تبرع "مارك"، مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" ب99 في المائة من ثروته بمناسبة ولادة طفلته الأولى "ماكس"، وتفاعل الناس مع الحدث، واعتبروا أن ما قام به "مارك" أمر رائع لم يرق إليه بعد أثرياء العرب. وهنا أسال المهللين، هل قرأتم رسالة مارك إلى ابنته؟

إقرؤوها مليا فستجدون ما يلي:

- تبرع مارك ب99 في المائة من ثروته هذا صحيح، لكنه قال أنه "سيتبرع بها خلال حياته"، أي أنها ستأتي بالتقسيط وليس دفعة واحدة كما فهم الكثيرون، وهنا قام "مارك" بنفس ما قام به الأمير الوليد حين قال أنه تبرع بكل ثروته وتناقل الإعلام الخبر في حين أن الصحيح أنه تبرع بثروته بعد وفاته.

- في أمريكا حين تقدم تبرعات فأنت تعفى من نسبة كبيرة من الضرائب، إذ أنك تختار دفع الضرائب عبر تبرعات، لذلك يفضل المشاهير تقديم تبرعات لأن هذا يعفيهم من عدد من الضرائب، وأيضا يكسبهم شهرة كبيرة تأتيهم بأضعاف ما تبرعوا به، اقرؤوا رسالة "مارك" على صفحته وتعليقات مشاهير وأثرياء العالم عليه وتقديمهم للتهاني ومباركتهم لما جاء في خطوته التبرعية وإعلانهم أنهم سيلحقون بركبه وسيقدمون له ما يحتاجه من دعم.

- الجديد في تبرع "مارك" هو أنه أطلق بالموازاة معه ما أسماه "مبادرة تشان زوكربيرغ"، هذه المبادرة حصدت تأييدا من العديد من مشاهير وأغنياء ورؤساء العالم.

- مبادرة "تشان زوكربيرغ" التي جاءت في رسالة "مارك" لابنته يجب أن تقرأ بكثير من التمعن، فهو يتحدث فيها كرئيس دولة له برنامج حكومي وخطة عمل.

- مارك في رسالته التي حولها إلى مبادرة بمثابة خطة عمل، قال إنها خطة عمل على مدار 25-50-100 سنة يتحدث عن العالم الجديد الذي يريد بناءه من أجل أطفال الجيل القادم والذي ستكون فيه ابنته "ماكس"، يتحدث عن أولويات:

- محاربة الأمراض والأوبئة

- تعليم سريع مضاعف مئات المرات عن مناهج التعليم التي نعرفها اليوم.

- تعزيز التشبيك بين المجتمعات المختلفة لتسهيل الوصول إلى الفكرة أو الفرصة أو الشخص.

هذا وأشياء اخرى تحدث عنها "مارك" ولخصها في خطته التي قسمها لهدفين:

- تقوية المورد البشري

- تعزيز المساواة بين الافراد والعائلات والفرص والثقافات.

أكثر ما لفتني في رسالة "مارك" لابنته هو قوله "لدى فيسبوك جماعة كبيرة ويجب أن نعمل على توظيف هذه الجماعة من أجل بناء عالم جديد لأبنائنا، أفضل من هذا الذي نعيشه نحن جيل اليوم".

- "مارك" الذي أسس "فيسبوك" بعد صدمة عاطفية وإنشائه كموقع للمواعدة وإيجاد الشريك، لم يكن يتخيل أن يصبح من أثرياء العالم في سن صغيرة، بل إنه أصبح رئيسا لأكبر شعب في العالم هو شعب "فيسبوك" بمختلف جنسياته، معتقداته، وإيديولوجياته...

- رسالة "مارك" لابنته ليست مجرد رسالة أب لمولودته، بل هي رسالة لشاب يريد أن يوظف التكنولوجيا وشعبه من أجل العالم الذي يريده، وتبرع "مارك" ليس مجرد تبرع، بل هي الميزانية التي خصها "مارك" للعالم الذي يريده، ومبادرة "تشان زوكربيرغ" هي برنامج مارك الرئاسي"...

مؤسف أن الإعلام اكتفى بالحديث عن قيمة التبرع ولم ينتبه لمحتوى رسالة "مارك".

مؤسف أن الإعلام لم يفهم بعد أننا لم نعد أمام مؤسس لموقع اجتماعي، بل أمام شاب يصنع من نفسه رئيسا من نوع آخر.