الاثنين 23 سبتمبر 2024
مجتمع

حتى لا ينخر الريع الاقتصادي عجلة التنمية بالمناطق الجنوبية

حتى لا ينخر الريع الاقتصادي عجلة التنمية بالمناطق الجنوبية

القطيعة مع الريع مدخل للنموذج التنموي بالناطق الجنوبية كما أكد على ذلك الملك محمد السادس مؤخرا ضمن خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء من مدينة العيون.

المتتبعون والمهتمون بتدبير الشأن المحلي بالمناطق الجنوبية يجمعون على أن اقتصاد الريع يعد أحد أهم معيقات التنمية بالمنطقة، لما له من تأثيرات سلبية على العنصر البشري الذي يعد قطب الرحى في أي مشروع تنموي، حيث بزغت فئة اغتنت باعتمادها على الريع، وبالموازاة مع ذلك عائلات كثر لا تزال تعيش على نفقة الدولة بما يسمى الكارطية (2000 درهم) أو نصفها (1000 درهم)، الشيء الذي يؤكد على أن حتمية القطيعة مع الريع واعتماد المقاربة التنموية في إطار الجهوية المتقدمة خطوة جريئة وهادفة ونقلة نوعية في تدبير الشأن المحلي بالأقاليم الجنوبية.

من أبناء المنطقة من لا يؤمن بالريع وينبذ الإتكالية على الدولة، واتخذ من العمل والكد والمثابرة شعارا من أجل الوصول وتحقيق الذات فتأتى له ذلك، لأن الدولة المغربية تاريخيا تفتح المجال لكل أبنائها وتشجعهم بغض النظر عن انتمائهم القبلي أو العرقي من أجل الرقي في كل مجالات الحياة.

وفي ذات السياق، نذكر على سبيل المثال لا الحصر الجيدة اللبيك التي ثم تعيينها مؤخرا مديرة لأكاديمية التربية والتعليم بجهة العيون الساقية الحمراء بعد تدرجها في الإدارة وتنقلها عبر مجموعة من المدن كالسمارة وطانطان. التعيين لم يكن بمحض الصدفة، بل جاء كتشجيع على كدها وعملها والاتكال على قدراتها الخاصة. وفي المقابل نجد أشخاصا آخرين من نفس المستوى الثقافي والاجتماعي لا يزالون يعتمدون على الريع وحياتهم قاب قوسين أو أدنى من ذلك.

ومن العائدين من مخيمات الحمادة من استقر بالمناطق الصحراوية أو الشمالية وسلك نفس النهج دون الاتكال على الدولة وتمكن من تحقيق ذاته، وسيبقى البداد محمد مبارك القدوة المثلى والأب الروحي لكل العائدين في العمل، حيث تمكن من التدرج من موظف بسيط إلى مدير الوكالة التجارية لاتصالات المغرب بمدينة السمارة.

القطيعة مع الريع بالمناطق الجنوبية والاعتماد على الذات والقدرات الشخصية وبلورة الأفكار واستغلالها في إطار الظروف المواتية التي توفرها الدولة ثقافة يجب الايمان بها وتلقينها للأبناء، لأنها السبيل الوحيد للرقي بالفرد وبوسطه تحت شعار (علمني كيف أصطاد سمكة ولا تعطيني سمكة كل يوم )، لأن ماعدا ذلك لا يورث إلا ثقافة لا تساير التطور السريع الذي يشهده العالم في ضل التكنولوجيا الحديثة.