علق الأستاذ رحال بوبريك، المتخصص في الشؤون الصحراوية، أن صعود 13 عضوا من حزب العدالة والتنمية لبلدية طانطان، خلق مفاجأة انتخابية، مصرحا بأن حزب العدالة والتنمية، "من الأحزاب القلائل إن لم يكن الوحيد المهيكل في الصحراء على أساس يتجاوز القبيلة والمنافع والمصالح. ويكاد يكون الوحيد الذي منح في الانتخابات البرلمانية السابقة فرصة لبعض الشباب وشابات لكي يصلوا إلى قبة البرلمان من غير أن يكون لهم سند قبلي أو مالي أو غيره فقط لتدرجهم في هياكل الحزب ونضالهم داخله." وأضاف الدكتور بزبريك، في الطنطان نجح وكيل لائحة "المصباح"، في كسب الرهان، رغم أنه ينتمي إلى النسيج القبلي المحلي للمدينة لكن أستبعد ان تكون القبيلة هي التي ساهمت في نجاحه فلائحته تضم مرشحين من مختلف القبائل والجهات وأصوات القبيلة توزعت على أفرادها الذين ترشحوا مع أحزاب أخرى. لم يكن للقبيلة دور في صعود هذا الحزب ولا للمال (حتى يثبت العكس) بل ردة فعل ساكنة مدينة منكوبة بكل المقاييس.
فالساكنة، خاصة منها الشباب، متذمرة إلى حد اليأس من عقود من الفساد وسوء التدبير. نفس الوجوه تتداول على البلدية ونفس النتائج الكارثية على البنيات التحتية والخدمات... تجربة الطنطان تبرهن أن" زمن السياسة" ممكن في الصحراء زمن يقطع مع القبلية والفساد الانتخابي وشراء الذمم وتوارث العائلات للمناصب. فقط على الأحزاب ان تعرف من تختار وأن يكون هناك تخليق للحياة العامة والقطع مع سياسية "بارونات" الانتخابات الجاثمين على صدور ساكنة مدن الصحراء منذ زمن.
على الأحزاب أن تقتدي بتجربة العدالة والتنمية في التأطير على المدى البعيد وفتح المجال للنخب الجديدة ووضع معايير الكفاءة والمؤهلات والشفافية أولا. لا أريد أن أعمم، في هذه الانتخابات لاحظنا بعض الأحزاب فسحت المجال لشباب وفاعلين من المجتمع المدني كي يتصدروا اللوائح ولكن العمل يتطلب نفسا طويلا ورؤية وتفاعل بين الممارسة السياسة على المستوى المركزي والمحلي بالنسبة للحزب وانخراط دائم ويومي للمناضلين مع الساكنة. وختم الدكتور بوبريك، قوله "في انتظار ما ستفرزه طبخة التحالفات الحزبية في اختيار من يقود المجلس البلدي بالطنطان، وبغض الطرف عن الانتماء الحزبي على الجميع أن يشجع هذه التجربة، بحسن نية، لما فيه صالح ساكنة هذه المدينة المنكوبة .. هي تجربة ويجب أن تعطى لها الفرصة للنجاح على أساس تعاقد جديد بين المواطنين والمنتخبين... ربما هي بداية الخروج من النفق لهذه المدينة التي تسكننا حتى إن لم نعد نسكنها .."