الساعة تشير إلى 11:30 صباح اليوم الجمعة، المكان مدرسة الحطيئة بمقاطعة المعاريف بالبيضاء، والتي تحتضن عددا من مكاتب التصويت بالمقاطعة. حركة دؤوبة يعرفها المركز الأمر الذي جعل المكلفين بمكتب الإرشاد يعانون الأمرين في توجيه الناخبين لاسيما أن غالبيتهم من النساء والشيوخ.
"صبري شوية الالة" تقول المشرفة على الإرشاد، وهي تخاطب إحدى الناخبات وتتصفح في نفس الوقت شاشة الحاسوب أمامها، مضيفة بلهجة حادة "حنا العيالات راه منعرفوش نديروا جوج حويج في نفس الوقت". فرغم المجهودات التي قامت بها وزارة الداخلية عبر تنويع وسائل التواصل مع الناخبين كان أبرزها إحداث تطبيق monBV لهواتف الأندرويد، وهو التطبيق الذي يعمل بكفاءة عالية وسرعة وتجاوز عدد من حمله أكثر من 100 ألف شخص، إلا أن الكثير من المسجلين في اللوائح الانتخابية يجدون صعوبة كبيرة في معرفة مراكز التصويت خصوصا بعد إلغاء الوزارة العمل ببطاقة الناخب التي كانت تضم معلومات وافية عن مكان التصويت.
اعتماد البطاقة الوطنية وإلغاء بطاقة الناخب، جعل مكاتب الإرشاد في مختلف مراكز التصويت تعرف ضغطا كبيرا، وتؤثر على السير الانسيابي لعملة التصويت، خصوصا أن عدد المشرفين على الإرشاد لا يتجاوز شخصين اثنين في أحسن الأحوال.
"أبا محمد" واحد من الناخبين الذين التقت بهم "أنفاس بريس"، بمركز التصويت بمدرسة الحطيئة، وهو من سكان حي درب غلف الشعبي المجاور للمركز. يقصد "أبا محمد" مكتب الإرشاد بخطوات مترددة، والسبب كما صرح لـ "أنفاس بريس" أنه لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا يعرف أين سيصوت، لكنه مسرور بأن الله أطال في عمره الذي يناهز 70 سنة كي يشارك بالتصويت في هذه الانتخابات.
تضم مدرسة الحطيئة بمقاطعة المعاريف، مكاتب التصويت رقم 79، 80، 81، 82، 83، 8 4،85،. وتعرف إقبالا كبيرا بحكم تواجدها في منطقة درب غلف الشعبية. وعاينت "أنفاس بريس" تواجد عدد من مرشحي الأحزاب موزعين على الأزقة القريبة من مدرسة الحطيئة أو يجلسون بالمقاهي المجاورة لها، يتتبعون بشغف سير عملية التصويت، كما تتواجد بعض دوريات الأمن الوطني والقوات المساعدة للسهر على سير العملية بكل شفافية.