عاش المغاربة في الرمق الأخير من انتهاء الحملة الانتخابية نكسة حقيقية ومهزلة بكل المقاييس بعد أن تحولت معظم شوارع المغرب إلى "بركاصة" لأزبال الانتخابات. غضب المواطنين بلغ أشده وهم يرون شوارعهم تدنس على يد مافيات "الكانيباليزم الانتخابي". مطويات المرشحين التي طبعت على نفقة الدولة التي ضخت في خزائن الأحزاب 30 مليار سنتيم من جيوب دافعي الضرائب غطت الأحياء والشوارع والأزقة. هذه المطويات التي لا تحمل لا برامج انتخابية ولا هم يحزنون سوى صور لكائنات انتخابية في أعلى درجات نفاقها وريائها وأكاذيبها، تحولت إلى مطويات "العار". صبية يفتحون زجاج السيارات الانتخابية ويرمون "لوائح العار"، كأنهم ينتقمون من الناخبين ويحرضونهم على عدم التصويت.
لو كانت الأحزاب التي ارتكبت هذه الفضيحة في حق المواطنين تطبع هذه الأزبال على نفقتها الخاصة لما عاش المغاربة هذا الكابوس.
في تعليق طريف نشره المخرج "العرايشي" (نسبة لمدينة العرائش) عبد السلام الكلاعي يلخص هذه الفضيحة على صفحته الشخصية في الفايسبوك، كتب:
"قال صديق في المقهى: "لو كانت الأحزاب تطبع لوائح مرشحيها ورموزها على أغلفة الدفاتر وتوزعها لكانت على الأقل تقدم هذه الأطنان من الورق التي تلقيها في الشوارع كمساهمة في تعليم أولاد الشعب".
لو كانت الأحزاب تطبق ربع وعودها وبرامجها ما عشنا هذه المشاهد البربرية في تحد صارخ لروح المواطنة وشعارات محاربة الفساد التي يطبل بها "الزبّالون"!!