يقول أحمد متوكل، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة "آسا الزاك" على المستوى الجهوي، إن حزبه يخوض معركة انتخابية غير مُتكافئة، موضحا أنها تعرف استعمال المال وشراء الذمم والاعتماد على ممتلكات الدولة وبطائق الإنعاش الوطني لاستمالة الناخبين والتأثير عليهم ليصوتوا لحزب دون آخر، بل ويضيف "المتوكل" أن بعض الأشخاص استغلوا ويستغلون أحداث "تيسيني"، التي شب خلالها نزاع حول ملكية الأراضي ونتج عنه اعتقال شباب من القبائل ولازال البعض منهم في لائحة المبحوث عنهم، مُبرزا أن هؤلاء الأشخاص يقصدون بعض الشباب المبحوث عنهم في إطار أحداث "تيسيني" ويخيِّروهم ما بين التبليغ بهم لدى السلطة أو مساعدتهم في الحملة الانتخابية والتصويت لهم أو للشخصيات الموالية لهم.
ماهي الرهانات التي تضعونها "مُرشحا وحزبا" أمام أعينكم بـ "آسا الزاك"؟
بالنسبة لنا كحزب تقدم هذه المرة للانتخابات بنخبة جديدة. أول شيء نشتغل عليه هو إعادة الثقة للمواطنين في العملية الانتخابية بالمنطقة، فكما تعلمون الناخب عندنا فاقد للثقة بالمرة في المُنتخب وبالتالي ينعكس ذلك على السير العام للاستحقاقات الانتخابية ويتم إسقاطها المُنتخبين إلى الانتخابات، فيطفو أيضا حديث فقدان الثقة حتى في الاستحقاقات الانتخابية برمتها.
وما هو الحل الأنجع بالنسبة لكم لإعادة الثقة للناخب في "آسا الزاك" ؟
الحل هو تقديم نخبة جديدة، تحاول أن تقطع مع السلوكات التي لوَّثت الانتخابات وتتمثل في استعمال المال، وشراء الذمم. نحن في "آسا" نخوض معركة انتخابية غير متكافئة إذ نجد نفسنا نـُنافس وجوها يستغلون إمكانيات الدولة في الانتخابات من خلال ما يملكونه في الجماعة المحلية، كما يوظفون عمليات توزيع "الكارطيَّات" أي بطائق الإنعاش والعمال الموسميين وهذه الأمور تعدُّ من بين أكبر المشاكل، إذ كرَّست ثقافة سلبية بالمنطقة ويعد أكبر رهان لدينا هو محاربتها.
هل يُـفهم من كلامك أن منافسيكم في "آسا" يبدؤون المعركة الانتخابية وفي جعبتهم أصوات مضمونة تشكل خزانا "استباقيا" يُضعف حظوظ الأحزاب الأخرى في الحصول على أعلى نسب من الأصوات؟
تماما.. هؤلاء يسبقوننا بأصوات مضمونة قبليا، لأن لديهم إنزالات مُسجلة في اللوائح الانتخابية ولا يعلمها المُنافس، بالتالي نجد نفسنا أمام معطيين، المُعطى الأول: حصولهم على أصوات عبارة عن خزان انتخابي يستثمرونه يوم التصويت، ثانيا: لديهم إمكانيات الدولة إضافة إلى المال الحرام الذي يستعملونه لشراء الذمم. نحن نحاول أن ننتج خطابا جديدا، يُعبِّر عن هموم الناس ونحاول ما أمكن فضح مُمارسات وسلوكات المُنتخبين السابقين، مُنتخبون أمضوا مدة طويلة جدا في تحمل المسؤولية ولم يقدموا شيئا للسكان بل سعوا للمصلحة الذاتية، لذلك أًضحت قناعة لدى السكان أن أي مرشح تقدم للانتخابات يسعى لتحقيق مصلحته الخاصة فقط، هذا مشكل عويص.. فكي تقنع المواطن بأننا يمكن أن ننتج نخبة جديدة وجيدة ستسعى لتحقيق المصلحة العامة تلزمك أيام وأعوام، لأن المواطن فاقد للثقة.
لنتحدث عن نوعية الناخبين في "آسا" بحكم أنها معروفة بالمكون القبلي. كيف تقسم أنواع الناخبين بالمنطقة؟
في حملتنا الانتخابية التقينا بنوعين من الناخبين أولا: إما ناخب حاسم في اختياره للجهة التي سيصوت عليها، والأسباب واضحة (قبيلة - عائلية، أو مادية، أو لديه مصلحة خاصة مع المُنتخب)، ثانيا: نسبة كبيرة من الناخبين مترددين في اختيار المُنتخب، وهذه الفئة تشكل الفارق وفي نظرنا هي التي تحسم هذه المعركة الانتخابية، وتشكل الأغلبية العظمى للناخبين، لكن المشكلة هي أنها فاقدة للثقة في جميع المُنتخبين، لأنها يأست من خطاب التغيير، وبالتالي هذا أكبر رهان وهو أن نوصل للمواطن أن مساحة تدبير الشأن المحلي مهمة جدا ويجب أن نقدم لها أشخاصا مُناسبين لديهم مصداقية لدى المواطنين.
من المعروف أن "آسا الزاك" خصوصا قبائل "أيت توسى" هي منبت المقاومين والجنود الذين روَوْها بدمائهم، لكن بالمقابل الآن هي أضحت محورا للبؤس وهم تعرضوا للنسيان والحيف. بالنسبة لكم كسياسيين يحملون فكرة النخب الجديدة كما قلت.. ما هي القيمة المضافة التي تحملون لها ولهم؟
مُتفق معك.. في إقليم "آسا الزاك" سواء مدينة "آسا" أو "الزاك" الجماعات كلها مهمشة، سواء قبائل "آيت توسى" و"عوينة لعمى" و"عوينة إغمَّان" و"البِّيرات" و"تويزكي"، هذه كلها جماعات تـُعاني التهميش، يعني الفقر المدقع، تصور معي التقيت بامرأة أمس "29 غشت" بـ "عوينة إغمَّان" مدخولها الشهري 200 درهم هذا هو مبلغ تعويض التقاعد الذي تحصل عليه.. ليس لديها سكن لائق.. كيف ستعيل أبناءها بهذا المبلغ الزهيد، يعني المنطقة تعاني من إكراهات كبيرة على المستوى الاجتماعي والصحي، ليس هناك مستشفيات لائقة ليس فقط في "آسا الزاك" بل في الجهة ككل، مع العلم أن هناك حالات كثيرة تعاني من المرض، مستوى التعليم أيضا متدني، ليس هناك تعليم القطاع الخاص كباقي المدن الكبرى الأخرى. هناك مشكل البطالة، والشباب هنا يعاني، لا وجود للمصانع ومعامل والفلاحة شبه منعدمة، الشباب كله يراهن على الوظيفة العمومية ونعلم جميعا إكراهات الوظيفة العمومية حاليا، يعني يتم الانتقاء بالمباراة ونسمع أنها تنخرها الزبوينة ويُعاتب شباب المنطقة المسؤولين بالقول : "ليس لدينا من يدافع عنا"، بل أكثر من ذلك نحسُّ أن الإقليم تعرض لمؤامرة، ساهم فيها أشخاص معروفون من منتخبين وغيرهم سواء في الإقليم أو في الجهة، وكما يعلم الجميع منذ سنة أو أكثر عرفت المنطقة أحداث "تيسيني" وكانت مرتبطة بنزاع حول الأراضي بين القبائل وكانت للمنتخبين يدا طويلة زجت بأبناء المنطقة في مشاكل فارغة وغير محسوبة، وأغلبهم الآن في السجون وهناك لائحة كبيرة للمبحوث عنهم في "آسا" من هؤلاء الشباب.
ما علاقة لوائح "المبحوث عنهم" في أحداث "تيسيني" كما ذكرت مع اللوائح الانتخابية في "آسا الزاك"، وكيف تعلقون على مسألة أن المكون القبلي حاسم في الانتخابات بالمنطقة وغالبا تنتصر القبائل على الأحزاب؟
هذا إكراه نواجهه في الحملة الحالية، ويستعمله بعض المنتخبين لتهديد بعض الشباب، إذ يخبروهم بأنهم مبحوث عنهم في إطار أحداث "تيسيني" ويخيِّروهم ما بين التبليغ بهم لدى السلطة أو مساعدتهم في الحملة الانتخابية والتصويت لهم أو لموالين لهم، نأسف لهذا الأمر وهذه الأحداث، فالسلطات أيضا تغض الطرف عنها، هذا الملف لا نريد أن نفتحه في وقت الحملة الانتخابية. لكن من المفروض أن تجد له الدولة حلا عاجلا، لأنه أصبح سلاحا يستغل انتخابيا وسياسيا عند بعض الأشخاص. ومسألة انتصار القبيلة على الحزب هي حقيقة وأنا متفق معك، مسألة الحزب شكلية بالمنطقة ونعلم أن القبيلة تحسم في الأمر، نحن المتقدمين للانتخابات من أبناء القبائل أيضا، لكن هذا لا يمنع أننا نرى أنه لا يجب أن نعتمد بالأساس على القبيلة فهذا تدبير شأن عام لا يمكن بالقبِيْلة أو القبَليَّة أن نقوم بتدبير جيد لهذا المجال، من يدافع عن الطرح الانفصالي القبلي سيؤدي إلى تقسيم القبيلة ثم المرور إلى تقسيم العائلة وتفكيكها وإضعافها، الناس أصبحت واعية بالأمر، القبَليَّة والتعصب يجب الترفع عنهما، والشأن العام يجب أن نقدم له نخبا جديدة واعية، والحمد لله قبائل المنطقة لديها أبناء وبلغوا مستوى محترم من التعليم وبها أطر لهم كفاءات مُهمة.