معذرة أيها الأصدقاء والأصحاب، معذرة أيها المتعاطفون معنا، فقد تجاوزنا حدود ما يقبله حدود العقل، وحتى لا ننعت بالحمقى، فإننا ندرك أننا تطاولنا على مشهد سياسي موبوء نتيجته محسومة لمن يبحثون على رهن مدينة وجدة من البداية، وقدمنا ترشيحنا باسم حزب النهضة والفضيلة بوجدة، ووضعنا لائحة محلية وأخرى جهوية، لائحتي التحدي والمغامرة، قدمنا ترشيحنا حتى لا ينعت حزبنا ضمن الأحزاب الصغرى بالدكاكين الحزبية، تفتح في المواسم الانتخابية، قدمنا ترشيحنا لنؤكد للجميع أن الانتخابات ما هي إلا محطة من بين سلسلة من المحطات النضالية، مؤمنين أن لا شيء يولد يافعا، ومن ولد كبيرا فمصيره الشيخوخة السريعة.

ومن باب المسؤولية، أطلع مناضلي ومناضلات الحزب والمتعاطفين معنا، وكافة المواطنين أن الأمانة العامة للحزب خصصت لعمالة وجدة أنجاد عشرة (10) آلاف درهم من أجل إدارة الحملة الانتخابية، أي من أجل طبع منشورات المرشحين الـ 75 المحلية والجهوية، مع ما يلزم من لوجستيك من أقمصة وقبعات وتغذية مناضلي الحزب طيلة الحملة، لكي يصل الحزب إلى بيوت جميع الوجديين، إنه أقل ما يمكن أن يوصف به هذا الوضع، إنه وضع يدعو إلى كثير من الشفقة، في ظل حملات تسونامية تديرها أحزاب بعينها، حيث تتحدث الأخبار على أن الحزب المعلوم الذي حرث الأرض بجراره  طولا وعرضا ينفق يوميا مبالغ مالية تصل إلى أرقام خيالية، أستحيي من ذكرها، والمؤسف له أن الجزء الأكبر من هذه المبالغ المالية خصص لاستعباد البشر، إذ أضحى الحزب وأمثاله الذين جمعوا ترسانة من المجزئين والمقاولين يشغلون مؤقتا الآلاف من الشباب، ويشترطون لتشغيلهم أن يكونوا مسجلين في اللوائح الانتخابية، لأن الغرض من تشغيلهم وتشغيلهن ليس توزيع المنشورات أو غيرها وإنما احتجازهم بذريعة التشغيل، إلى ما بعد التصويت لصالحهم طبعا لتتم بعدها ـ إن تمت ـ تسوية وضعيتهم المادية وتسريحهم من غير شكر لأنها فئة لا تستحق الشكر.

الأغرب في هذه الحملة أن هذه الأحزاب ترفع شعارا لها "روح المواطنة"، وأتساءل مع نفسي وأقول أي مواطنة يتحدثون عنها، هل المواطنة الحقيقية الغيورة على هذه البلاد، أم تلك المواطنة التي لا تعرف غير نفسها ومن بعدها الطوفان؟ على أي ستبدي الأيام القادمة  للجميع ما نجهله الآن.