السبت 18 مايو 2024
سياسة

فاضيل، وكيل لائحة النهضة والفضيلة: المواطن يعرف أن الإلتفاتة الملكية هي التي كانت وراء تأهيل وجدة ولا مجال للمزايدات

 
 
فاضيل، وكيل لائحة النهضة والفضيلة: المواطن يعرف أن الإلتفاتة الملكية هي التي كانت وراء تأهيل وجدة ولا مجال للمزايدات

أكد عبد الكريم فاضيل، وكيل لائحة النهضة والفضيلة، أن المواطن الوجدي يعرف جيدا كون الإلتفاتة الملكية هي التي كانت وراء تأهيل المدينة، وبالتالي لا مجال للمزايدات في هذا الشأن. مضيفا في حوار مع "أنفاس بريس" أن أول ما يدعو إليه حزبه هو تخليق الحياة السياسية،على اعتبار أنه حينما تحضر الأخلاق، يحضر الضمير ويحضر الشعور بالمسؤولية، ويحضر حب الخير للآخر، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ونكران الذات. ومن جهة أخرى، وصف فاضيل النقص الحاد في اللوائح الانتخابية في مدينة وجدة بالطامة الكبرى، داعيا الدولة إلى أن تعيد حساباتها الآن قبل فوات الأوان، من منطلق أنه إن سارت الأمور على هذا الشكل، سيتم رهن البلاد في يد حفنة من الناس لا ضمير لهم ولا أخلاق، همهم الوحيد هو استمالة الناخبين اعتمادا على قوتهم المالية.

 

ما تقييمك العام للعمل الجماعي بوجدة؟

لا أمتلك المعطيات الكافية لأصدر أحكاما على العمل الجماعي، لأن أي تقييم موضوعي يتطلب مادة موضوعة وبعدها تتم عملية القراءة والتشريح لنصل إلى استنتاجات مقبولة، ومع ذلك تشي مجموعة من الوقائع من داخل الجماعة أن الاختلالات موجودة، من قبيل المتابعات القضائية المرتبطة بالتسيير والتي تدل أن المنتخب لا زال بعيدا عن إدراك المسؤولية.

وعلى العموم وبغض النظر عما قدمته أو لم تقدمه الجماعة طيلة فترة تسييرها، فإننا نرفض المزايدات الفارغة، كأن يدعي رئيس جماعة الآن أن مدينة وجدة "ازيانت" ويتخذها شعارا لحملته الانتخابية في فترة تسييره للجماعة، فالمواطن الوجدي يعرف جيدا أن الإلتفاتة الملكية والاهتمام الملكي، وتدخل الدولة بإمكانياتها الكبيرة هي التي كانت وراء تأهيل وجدة ووراء التغيرات الكبرى التي عرفتها المدينة. إذن لا مجال للمزايدات وإلا ينبغي محاسبة المسؤولين الحاليين على الهدر والإنفاق المالي الكبير الذي أنفق على عدد كبير من المشاريع الفاشلة أو التي أعيد إصلاحها بعد وقت قصير من إنجازها.

يحمل حزب النهضة والفضيلة شعار التغيير للممارسة الجماعية، فما هي ميكانيزمات هذا التغيير؟

حينما نتحدث عن التغيير نتحدث عن الأخلاق، لأن التغيير لا يأتي من فراغ، أو من أشخاص عديمي الضمير، أو من أشخاص لا يمتلكون القدرة على امتلاك رؤية واضحة لمستواهم ووعيهم البسيط غير القادر على تجاوز لحظته، فنحن أولا ننتقي من الأشخاص ذوي مستويات علمية محترمة قادرة على مناقشة الوضع وقراءته ثم اقتراح الحلول الممكنة.

فأول ما ندعو إليه هو تخليق الحياة السياسية، فلا سياسة بدون أخلاق، فحينما تحضر الأخلاق، يحضر الضمير ويحضر الشعور بالمسؤولية، ويحضر حب الخير للآخر، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، ونكران الذات، واعتبار المواطنين المغاربة رأس مال أي تقدم وتنمية، مع تجاوز تلك النظرة الضيقة للمواطنين كناخبين موسميين فقط يتم استقطابهم بالوسائل المدنسة من أجل الإدلاء بأصواتهم، لأن التغيير مسألة تشاركية وتقاسم المسؤوليات بين الناخب والمنتخب، فيستحيل أن نتحدث عن التنمية وعمل جماعي فاعل يخدم المواطن في مصالحه الأساسية بدون تخليق الحياة العامة، وبدون نهج حكامة في تدبير الشأن الجماعي تنبني على التشارك والشفافية والديقراطية وتقاسم الآراء والاستماع لبعضنا البعض؛ فزمن التسيير الأحادي قد ولى وأصبحنا أمام مواطن قادر على تحديد أولوياته وقادر على المشاركة الفاعلة في التدبير، وقادر على المساهمة في تغيير المنظور التقليدي في التسيير.

إذن رهان التغيير مرتبط بالعنصر البشري، فنحن في حزب النهضة والفضيلة لا ندعي امتلاك العصى السحرية لإحداث تغيير العقليات في تدبير الشأن المحلي والجهوي، وإنما نراهن على أشخاص متخلقين، أخلاقهم نابعة من دينهم ومن حبهم لبلادهم، وكلما حضرت الأخلاق الفاضلة، والإيمان القوي، والمعرفة والعلم، والتكوين والتجربة، كلما ضمنا عملا ومسؤولية ترضي الله وعباده.

كيف تفسر النقص الحاد في اللوائح الانتخابية لانتخابات 2015 بجماعة وجدة ؟

إنها الطامة الكبرى، فعلى الدولة أن تعيد حساباتها الآن قبل فوات الأوان، فاستقرار البلاد في يد كف عفريت، فإذا سارت الأمور على هذا الشكل، سيتم رهن البلاد في يد حفنة من الناس لا ضمير لهم ولا أخلاق لهم، همهم الوحيد هو استمالة الناخبين اعتمادا على قوتهم المالية، ومن يتخذ مثل هذه الأساليب نهجا لحملاته الانتخابية فلا خير يرجى منه.

وحتى أوضح الفكرة أكثر، فأي منطق هذا أن تتنافس 10 لوائح واحدة غير حزبية من أصل أكثر من 30 حزب، في الوقت الذي شارك أكثر من عشرين حزب في الانتخابات الجماعية السابقة؛ أليس هذا مؤشر على انتكاسة حقيقية للبلاد، قد يقول قائل بأن آن الأوان لتصفية المشهد السياسي للبلاد، جميل أن نعيش أجواء سياسية تتنافس فيها تكتلات قليلة جدا، يسار، يمين، وسط، لكن هل فعلا أن مثل هذه الشروط توفرت في البلاد، لا أظن ذلك يظهر لي أن الوضع الحالي في وجدة وفي باقي البلاد يسير في اتجاه رهن على الأقل مدينة وجدة في يد حزب بعينه، نما بالهرمونات الاصطناعية، بعد ولادة قيصرية يعرف الجميع جراحها، حزب يراهن بأمواله الفاسدة على شراء البشر والحجر، فقد اتخذ لنفسه نهجا جهنميا إنه السخاء الحاتمي، فمن القفف الرمضانية إلى الإتاوات اليومية، إلى مد التواصيل لشراء أكباش عيد الأضحى، إلى.....وإلى، فأي سياسة هذه، وأي برامج انتخابية، وأي منافسة شريفة، هذا من دون نسيان الملايير التي تستفيد منها هذه الأحزاب من لدن الدولة، أما الأحزاب التي تصنف بالأحزاب الصغيرة يبقى مصيرها هو تأثيث المشهد السياسي، واستفادة من سلف صغير جدا مسبق من الدولة، لا يكفي حتى لشرب كؤوس شاي لمناضلي هذه الأحزاب السياسية، فتكريس هذا الوضع السياسي سيولد للمواطن الشعور بالغبن، وعدم الرضى، وعدم الاعتراف بالوجوه المنتخبة، آنذاك ستزداد حدة العزوف السياسي، وتزداد الهوة بين المواطن والسياسة، وبالتالي لا يجد المواطن من بديل لا قدر الله غير الاحتجاج، وبذلك يصبح الاستقرار موضع سؤال. 

أظن أن النتيجة محسومة من البداية لصالح المال، اللهم إذا حصلت معجزة، وحكم المواطن ضميره، واتخذ لنفسه شعار العقاب، أي معاقبة سماسرة الانتخابات، ومعاقبة ذوي السوابق القضائية، ومعاقبة من لا ضمير لهم، ومعاقبة كل من أراد رهنه ورهن مستقبل مدينته، وصوت لفائدة من لازالت أياديهم بيضاء، وصوت لفائدة الضمير، حينها نستبشر خيرا، ونقول: إنها بداية عهد جديد، بداية بناء ثقافة سياسية جديدة تنبني على الوعي والأخلاق والمعرفة.

ما قراءتك في الأسماء الموجودة باللوائح الانتخابية؟

يا أخي اللهم هذا منكر، إذا قمت بمسح للوائح الانتخابية، واستعرضت أسماءها من القمة نحو الأسفل، ينتابك شعور غريب، مصدره تكرار نفس الأسماء في الانتخابات الجماعية لمدة أكثر من عقدين من الزمن، وكأن مدينة وجدة لم تنجب غير هؤلاء، وأن هؤلاء هم خيرة هذه المدينة، أولا ألا يستحيي هؤلاء من أنفسهم؟، ثانيا لماذا هذا الإصرار من هؤلاء بالذات على أن يكونوا ممثلين في مجلس الجماعة؟ الجواب ظاهر ولا يحتاج إلى كثير من التفكير، إنه البحث أولا وأخيرا على حماية مصالحهم العقارية، وحماية أنفسهم من الضرائب الجماعية، الاستفادة من جميع عروض الجماعة، إنه استثمار لجني الملايير من أموال الشعب، وإلا ما الدافع لأن تنفق تلك الترسانة من الأسماء في بعض اللوائح الانتخابية الملايين في حملاتهم الانتخابية، وهي تعرف مسبقا أن العمل الجماعي مجاني وتطوعي. 

ثمة ظاهرة يلاحظها المتتبع للشأن الانتخابي وهي تهافت المقاولين والمجزئين على لوائح بعينها؟

عطفا على ما سبق، فتهافت فئة المقاولين والمجزئين على المراتب الأولى في اللوائح الانتخابية، دافعه معروف ويعرفه المواطنون والمواطنات، باختصار شديد إنه الحرص للحفاظ على مصالحهم، وتسوية ما كان عالقا وتيسير ما هو آت بالمجان، استرجاع ما أنفقوه في الحملة الانتخابية.

أدعو المواطنين إلى تغليب منطق المصلحة العامة على المصالح الضيقة، أدعوهم إلى انتفاضة انتخابية حقيقية، أدعوهم إلى إعطاء درس أخلاقي وسياسي لتجار الانتخابات، أدعوهم لمعاقبة هذه الشرذمة من عديمي الضمير، أدعوهم إلى اختيار من يلمسون فيهم ذرة خير.

وليعلم جميع المواطنات والمواطنين أن الذي يرهنك الآن بدريهمات، وأن الذي يشتري صوتك الآن، وأن الذي يستغل بؤسك وفقرك وحاجتك الآن، ستصبح في نظره قنا وعبدا غدا، لا تستحق غير التجاهل والنكران.