السبت 18 مايو 2024
سياسة

حين يعلن ثاني رجل في المملكة شعوره بالخطر على حياته..

 
 
حين يعلن ثاني رجل في المملكة شعوره بالخطر على حياته..

"أشعر بالخطر على نفسي وعلى حياتي، لكن هذا الشعب المغربي يستحق أن يموت من أجله المرء في سبيل الله "، وأضاف قائلا  "مهما يحصل مادام هذا الشعب وعى وفهم ورأى إذا عشنا معا، وإذا متنا فسنكون مطمئنين لأننا تركنا الوطن في أيادي أمينة".

هذا الكلام الخطير لم يدونه مواطن مغربي بسيط يعيش التهميش والإقصاء و"الحكرة" بكل تجلياتها الاقتصادية والاجتماعية في شكاية موجهة للسلطة القضائية، بل جاء على لسان رئيس حكومتنا الموقرة خلال تجمع خطابي للحملة الانتخابية التي يقودها قبل انطلاقها. نعم بن كيران يعلن أنه "يشعر بالخطر" على نفسه من مدينة تطوان، متناسيا ومتجاهلا أنه يمثل السلطة التنفيذية، وثاني رجل في المملكة بعد الملك أمير المؤمنين، في عز أول استحقاق مغربي بعد دستور الربيع العربي.

لا يا سيادة رئيس الحكومة، ما هكذا تورد الإبل السي بن كيران لأننا فعلا نعيش الإستقرار الأمني بفضل ملك البلاد الذي يجوب الوطن طولا وعرضا للتواصل مع المواطنين والسلام عليهم ومصافحتهم، وأخذ صور معهم ومتابعة المشاريع الضخمة التي دشنها هنا وهناك.

بن كيران يريد أن يوهم الناس بأنه مهدد بالقتل، وكأننا نعيش تحت وطأة "داعش أو بوكو حرام والنصرة ..."، في الوقت الذي ننعم بالإستقرار الروحي والأمني بفضل مؤسساتنا الأمنية والقضائية والإدارية التي يتحكم هو نفسه في وزرائها وفق مضامين الدستور الذي بوأه مكانة رئيس حكومة.

فإن كان فعلا بن كيران قد  تلقى تهديدات بالقتل والتصفية الجسدية فما عليه إلا أن يفتح مساطر التحقيق ضد الجهات التي خولت لنفسها المساس بشخصه، ويزلزل من تحت أقدامها وجودها الذي يهدد وجودنا جميعا. أما إن كان بن كيران يريد اللعب بالنار وتوزيع اتهاماته من هنا وهناك واستغلال أيام الحملة الانتخابية لحشد التعاطف مع حزبه، فذلك قمة الاستهتار بالوطن وبمصير أمننا واستقرارنا.

وفي كلتا الحالتين، فرئيس الحكومة مطلوب للمساءلة السياسية لأن أحلاهما مر.