السبت 18 مايو 2024
سياسة

رشيد العبدي: هذه خطة "البام" كي لا تظل سلا مجرد مرقد لجيوش العاطلين

 
 
رشيد العبدي: هذه خطة "البام" كي لا تظل سلا مجرد مرقد لجيوش العاطلين

يرفض رشيد العبدي، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة بطانة- حي السلام بسلا، الحديث عن حضور قوي لحزب العدالة والتنمية بسلا. مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية الآن محط مقارنة لدى الرأي ما بين ما تقدم به خطابه السياسي خاصة في الحملات الإنتخابية التي كان يقوم بها وكذلك تصريحات الحكومة داخل قبة البرلمان وما حققه من نتائج لحد الآن، موضحا أن الجميع عاين اليوم ضعف تجربة الحزب الإسلامي في التسيير وفشله في الإستجابة لطموحات المغاربة، من خلال عدد من الملفات ( القانون التنظيمي لقانون المالية، محاربة إقتصاد الريع، إصلاح صندوق المقاصة وصناديق التقاعد، وتقليص مديونية المغرب..) وهي الملفات التي تطرق إليها في حملته الانتخابية البرلمانية السابقة، كما يتطرق الى تجربة حزب " البام " في تسيير مقاطعة بطانة بسلا والتي أتبث من خلالها " البام " حضوره إلى جانب المواطن، بالإضافة الى الجهود التي بذلها منتخبو "التراكتور" في تحديث الإدارة المحلية والمساهمة في التنمية المحلية، والذي مكنه من فرض نفسه كقوة انتخابية لايستهان بها بسلا.

 

تخوضون السباق الإنتخابي في دائرة معروفة بتغلغل حزب العدالة والتنمية، فماهي نقاط القوة التي تراهنون عليها في هذا السباق؟

بخصوص الإستحقاقات الجماعية بالمغرب ينبغي علينا التحلي بالشفافية في الخطاب والمصداقية. وهذا ما اشتغلنا عليه منذ 2009 إلى غاية 2015 من خلال ترئسنا لمقاطعة بطانة، بتركيزنا على سياسة القرب والإصغاء لمشاكل المواطنين. وقد حاولنا تحديث الإدارة المحلية والمساهمة في التنمية المحلية، علما أن المقاطعة لا تمتلك الوسائل الكافية والاختصاصات اللازمة التي تمكنها من فرض مجموعة من الإصلاحات الضرورية. واشتغلنا كذلك في الحقل والثقافي والرياضي، وانفتحنا على المجتمع المدني، وكان هذا محط استحسان المواطنين الذين لم يعتادوا هذا النوع من التعامل من قبل المنتخبين، وهذا يدل على شيء واحد وهو ضرورة أن يكون المنتخب قريب من المواطن وأن يسهر على عدد من الأمور التي تخص حياته اليومية، ومنها قضاء الأغراض الإدارية التي تخصه.

لكن ألا تتخوفون من أن يكون خوضكم للسباق في دائرة يسيطر عليها الإسلاميون مجرد إهدار للطاقات دون تحقيق أية نتائج مرجوة؟

حزب العدالة والتنمية هو حزب لم يكن معروفا لدى المغاربة في السابق من خلال التسيير، حزب العدالة والتنمية دخل الحكومة في عام 2011 وهو الذي يقود الحكومة حاليا وهو الآن محط مقارنة ما بين ما تقدم به خطابه السياسي خاصة في الحملات الانتخابية التي كان يقوم بها وكذلك تصاريح الحكومة داخل قبة البرلمان وما حققه من نتائج لحد الآن. وقد عايننا اليوم أن حزب العدالة والتنمية تنقصه التجربة في التسيير لأنه لم يحقق طموحات المغاربة، فجميع الإصلاحات التي قادها لم تكتمل أو زاد طينها بلة، سواء تعلق الأمر بالقانون التنظيمي لقانون المالية، ومحاربة اقتصاد الريع، و إصلاح صندوق المقاصة و صناديق التقاعد، و تقليص مديونية المغرب، والدعم المباشر، والقانون الذي يخص المجتمع المدني، وهي الملفات التي تطرق إليها في حملته الانتخابية البرلمانية السابقة، فأين نحن من كل هذا؟ وبالتالي لايمكن الحديث عن حضور قوي للحزب في الساحة السياسية ما دام هذا الحزب فشل في التنزيل الحقيقي لدستور 2011 علما أن المغاربة كانوا كلهم يتطلعون الى أن يكون للحزب دور في تنزيل الدستور وقد اتضح اليوم أن المواطن المغربي لم يشعر بأي تحسن في حياته اليومية. عكس ما يراه المواطن بالنسبة لنا كحزب معارض وكشركاء في التسيير على المستوى المحلي. فمثلا مقاطعة بطانة التي يسييرها حزب الأصالة والمعاصرة  اذا قارناها مع مقاطعات أخرى يتضح الفرق، والمواطن يدرك جيدا من كان حاضرا الى جانبه طوال هذه السنوات في أفراحه وأقراحه. فمواطن اليوم وبعد دستور 2011 له وعي سياسي جيد، خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي وفي ظل الحضور اللافت للشبكات الإجتماعية والتي مكنت المواطن من مواكبة الشأن السياسي والشأن المحلي وإدراك مواطن القوة ومواطن الضعف، وحزب الأصالة والمعاصرة فرض نفسه على مستوى سلا، بعمله، بأشخاصه. وخطابات صاحب الجلالة التي تحدث فيها عن الإنتخابات أوضحت العديد من الأمور ومنها أن المنتخب ينبغي أن يكون حريص على الحضور الفعلي وهو تقليد مهم ينبغي أن يكون في مستوى تطلعات الساكنة.

نعم حزب العدالة والتنمية هو حزب منافس ونحن نحترم المنافس الشريف الذي يستعمل وسائل مشروعة، ونحن أيضا حزب محترم وشرعي اكتسب مشروعيته من انتخابات 2011، وانتخابات 2015 ستظهر مدى تجاوب أو عدم تجاوب الشعب مع حزبنا، ونحن مستعدون لخوض السباق الإنتخابي بمناضلينا وبقناعاتنا وبأخلاقنا ومشروعنا المجتمعي وكذلك بخطابنا وهو خطاب تعتبر أبرز ملامحه الأساسية هي الصدق والصراحة "حنا ما كنكذبوش على المواطنين" نحن نقول، في إطار التدرج، مستعدون للإنخراط والعمل البناء في أوراش الإصلاح ومستعدون كذلك للتضحية من أجل بناء مغرب الغد.

طيب.. وماهي أبرز النقاط التي تركزون عليها في برنامجكم الإنتخابي؟ وهل سيكون برنامج قابل للتطبيق أم مجرد شعارات كما تعودنا في عدد من المحطات الإنتخابية؟

حزب الأصالة والمعاصرة حزب حديث العهد وخطابنا خطاب واقعي، وبالنسبة لمدينة سلا كمدينة مليونية تعتبر ثاني عمالة في المغرب ( مليون و 300 ألف نسمة ) من حيث الكثافة السكانية، نحن نطمح إلى أن تشهد هذه المدينة نوع من التغيير. نعم تعاقبت عدة مجالس على مدينة سلا وكل حزب قدم ما لديه، ونحن نقول اذا توفرت لدينا إمكانية تسيير مدينة سلا، لدينا مشروع بهذا الخصوص من أبرز ركائزه تشغيل الشباب عبر تطوير الاستثمار الخاص، ونحن نعرف أن الدولة عجزت فيما يخص ملف التشغيل، ونحن نهدف إلى منح المقاولات المحلية فرص الاستفادة من الاستثمارات العمومية، وكذا جلب مستثمرين من مناطق أخرى ومساندتهم مقابل تشغيل شباب المنطقة، وهكذا سنتمكن من الاستفادة من جيوش العاطلين متواجدين بمدينة سلا التي تلقب حاليا بـ dortoire du maroc بسبب غياب المبادرة الخاصة وفشل عدد من المشاريع، ما عدا المشاريع الكبرى التي أعطى صاحب الجلالة انطلاقتها، إذن نحن نقول، محليا، نود أن تنفتح سلا على محيطها من خلال تنمية القطاعين الصناعي و السياحي بالمدينة، وإعادة قطاع الصناعة التقليدية إلى أوج عطائه عبر إنشاء مركبات للصناعة التقليدية، وكذا إعادة إحياء المدينة القديمة لتكون قبلة سياحية، خاصة أنه لدينا مطار يستقبل السياح الذين يقصدون مباشرة الرباط. كما أنه ليس لدينا قصر للمؤتمرات بسلا الذي سينشط المدينة من زاوية أخرى لنتمكن من تطوير المدينة في شموليتها.

هذا كله من شأنه أن يخلق دينامية جديدة بمدينة سلا ستمكن من جني مداخيل ورسوم وضرائب تعود على الدولة بالفائدة كما ستمكن من إنعاش قطاع التشغيل الذي يعرف نوع من الركود، خاصة أن مدينة سلا هي من المدن التي تتوفر على قاعدة كبيرة من الشباب الذي لم يستكمل الدراسة الجامعية ( ينحصر في مستويات ما قبل الباكلوريا ) مما يوجب على الحكومة خاصة قطاع التكوين المهني الانكباب على إعادة تأهيل هؤلاء الشباب عبر فتح مزيد من مراكز التكوين المهني وتلقينهم التكوين اللائق الذي يتجاوب مع متطلبات السوق المحلي.

كثيرا ما يعاب على المنتخبين البعد عن المواطن بمجرد الفوز في الإستحقاقات الإنتخابية، فهل يحضر لديك هذا الهاجس كوكيل للائحة " البام " بسلا ؟

أعتقد أن هذا الموضوع غير مطروح بتاتا بالنسبة لمقاطعة بطانة بسلا، فالمواطن السلاوي يشهد أننا حاولنا إعطاء إشارات قوية لجميع المنتخبين، أهمها أن المنتخب لن يكون ناجحا وبالتالي يعاد انتخابه، إلا إذا التزم بحضوره ودفاعه عن مصالح المواطن ومعايشة مشاكله، ونحن نحيي العمل الذي قام به إخواننا في الحزب داخل مقاطعة بطانة خلال المدة السابقة. الآن هناك لائحة جديدة تضم شبان ونساء وقد حاولنا تقريب لائحتنا من ما يتطلبه المواطن داخل المقاطعة .ونفس الأمر ينطبق على مقاطعة أحصين والعيايدة والمريسة.