الثلاثاء 18 مارس 2025
سياسة

الملك يدعو لثورة جديدة مع الشعب لاجتثاث لوبيات الفساد الإنتخابي

الملك يدعو لثورة جديدة مع الشعب لاجتثاث لوبيات الفساد الإنتخابي

رسائل واضحة حملها مضمون خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.. رسائل زعزعت عرش أباطرة ولوبيات الفساد الإنتخابي وشرحت بكل دقة أحاسيس الشعب اتجاه المتنفذين الجاثمين على صدر الوطن بكراسيهم الملوثة بالمال الحرام وقطاع طرق وقنوات تدبير الشأن المحلي والجهوي والوطني، الذين حولوا مؤسساتنا الجماعية لمقاولات ومحميات خاصة بعائلاتهم.

ولم يستثن خطاب الملك المواطن، داعيا الناخبين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية وألا يضعفوا أمام الإغراءات المالية. معتبرا "صوت" المواطن سلطة قادرة على التغيير إن اقترنت بالوعي والثقة وحسن الاختيار لمن سيتقلد زمام تدبير شؤون المجتمع لولاية انتخابية ستنضاف لعمر المدينة والجهة.

ولأن عصب التغيير والتنمية هم المرشحون الممثلون لأحزابهم، فقد شدد الخطاب على ضرورة الحرص لفضح مستعملي المال الحرام خلال استحقاق الرابع من شتنبر وتحصين كرامة المواطن من خلال المنافسة الشريفة بالبرامج والتعاقدات المجتمعية برهانات التنمية والتدبير المعقلن للموارد والإمكانات، بعيدا عن اللغط والكلام الفارغ والوعود الكاذبة على اعتبار أن التدبير المحلي والجهوي بالمدينة والقرية والجهة مسؤولية جسيمة تتطلب الكفاءة والنزاهة والغيرة على الوطن.

وحشد الملك لثورته مع الشعب ضد لوبيات إفساد العمليات الانتخابية السلطات الإدارية والأمنية والقضائية المعنية بالمراقبة والتتبع، واضعا شروط "الثورة الجديدة " على مقاييس الحزم والصرامة للقطع مع الفساد الممنهج للعملية الإنتخابية، لضمان كرامة المواطن المغربي وحماية حرمة صوته ومصداقية ما ستفرزه استحقاقات الرابع من شتنبر بشكل ديمقراطي، بعيدا عن الحياد السلبي لترجمة مضامين دستور فاتح يوليوز 2011  الذي منح سلطات واسعة لمؤسساتنا التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني.

إن خطاب ثورة الملك والشعب بمضمونه الثوري ضد كل أشكال الاستهتار بمصير الوطن والمواطنين وعلاقته بالتهديدات والتلاعب بأمن وسلامة العمليات الإنتخابية، جاء نتيجة تراكمات لوبيات الفساد التي لم تنتج سوى الفقر والبؤس الإجتماعي وتهميش المدن والقرى على حساب مصالح ضيقة أقلقت الكتلة الناخبة وطنيا، وجعلت من لحظة الإنتخابات فرصة للإغتناء والمتاجرة بالوطن.

  نعم، خطاب الثورة الجديدة لملك البلاد جاء ليفتح الأمل من جديد  ويدق ناقوس الخطر لاستنفار أجهزتنا الفعالة قضائيا وإداريا وأمنيا، ويستفز الأحزاب ومرشحيها وينبه الناخبين إلى حسن اختياراتهم بقوة  سلاح "الصوت".