السبت 21 سبتمبر 2024
مجتمع

عمالة الجديدة تجبر 220 ألف مواطن على التبول في الهواء الطلق بموسم مولاي عبد الله

عمالة الجديدة تجبر 220 ألف مواطن على التبول في الهواء الطلق بموسم مولاي عبد الله

فضاء موسم مولاي عبد الله أمغار احتضن هذه السنة ما يقارب 26 ألف خيمة نصبت على أرض جماعة مولاي عبد الله التي استفادت منذ سنوات من مداخيله المالية المتصاعدة الأرقام ، وحج للموسم أكثر من 220 ألف مواطن ومواطنة حسب مصدر " أنفاس بريس " ، ساهموا في حركة تجارية نشيطة وواسعة شملت كل السلع المعروضة ، دون الحديث عن الحركة السياحية التي ساهم فيها فرسان المغرب والذين رافقتهم أكثر من 1968 من الخيول من أجل الفرجة في مسابقات فنون التبوريدة التي صنعتها 120 سربة تكبدت مصاريف عناء التنقل ونفقات المأكل والمشرب خلال استضافت أهاليهم وأقاربهم واسرهم طيلة ايام الموسم ، لكن بالمقابل كانت معاناة الزوار الوافدين كبيرة مع قلة المرافق الاجتماعية والصحية والبيئية بحيث أن الجماعة لم تشتغل على ملف موسم مولاي عبد الله أمغار وفق نظرة واقعية مع متطلبات واحتياجات السياحة الداخلية خصوصا أن محطة الموسم تعرف توافد العديد من المواطنين سواء من أجل الاستجمام أو متابعة عروض التبوريدة وما يرافقها من برامج أخرى ،.... " اضطرت والدتي للتبول أمام الملأ لأنني لم أجد مرحاضا قريبا من هذا المكان وتعاني صراحة من مرض السكري " يقول أحد الزوار مضيفا " إن قلة المرافق الصحية والبيئية جعل العديد من الناس يقضون حاجتهم الطبيعية بالهواء الطلق " ، هذا المشهد ينضاف إلى مشاهد أخرى يوميا ترتبط بإغراق المنطقة بالأزبال والنفايات في غياب حاويات متفرقة عبر فضاء الموسم وقلة اليد العاملة المنخرطة في تقديم خدمات الجماعة بيئيا واجتماعيا ، ورغم العدد الهائل من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة لم تتمكن السلطات المحلية من التقليل من عمليات النشل والسرقة وترويج المخدرات وبعض المعارك التي تنشب بين الفينة والأخرى هنا وهناك ، ..." كون بغاو ينظموا الموسم مزيان كون نظموه ...لفلوس كتدخل عليهم بحال التبن وما قادينش يخسروها على مولاي عبد الله ويقادوه كيف بغات الوقت " تقول سيدة من الجالية المغربية المقيمة بفرنسا ، وأضاف مرافقها الشاب قائلا أن " كل الإمكانيات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتراثية متاحة لجعله قبلة سياحية بامتياز ، لكن للأسف هناك رغبة في عدم الارتقاء بالموسم لمصاف التظاهرات العريقة على جميع المستويات " .
من جهة ثانية سجلنا عدم مراقبة المأكولات الجاهزة التي انتشر طباخوها كالفطر في كل أزقة وممرات الموسم بطريقة عشوائية ، والتسيب الحاصل على مستوى احتلال الطرقات لعرض الوجبات الرديئة ليل نهار وكأن القائمين على تدبير الشأن المحلي لا يهمهم أمر صحة المستهلك ، " واش الجماعة مقادراش تستثمر في خلق مقاهي عصرية ومرافق اجتماعية كبنيات استقبالية للزوار عايب هاذ الشي بزاف " يقول أحد المواطنين الذي فضل تناول وجبة الهندية والخبز إلى حين العودة لمدينة الجديدة حسب قوله.
إن صفحات موسم مولاي عبد الله أمغار من كتاب تراث دكالة الشعبي وموروثها الثقافي المتجذر في ذاكرة المجتمع المغربي غنية بالعبر والمعطيات التاريخية التي حان الوقت لاستثمارها وتثمينها وتحصينها من خلال تسليم دفة تنظيم وتدبير شأننا الثقافي وتراثنا الشعبي المرتبط بفن التبوريدة والفروسية التقليديةلمن يفرق بين مصلحته الشخصية وبين ذاكرة الوطن .