أكد كريم مولاي، الخبير الأمني الجزائري، والضابط السابق في المخابرات الجزائرية، في تدوينة له في صفحته على " الفيس بوك، أن "الشعب الجزائري المغبون أولى بالأموال الضخمة التي تصرف سنويا من خزينة الجزائر على ملف الصحراء"، و أضاف قائلا "الصحراء مغربية شاء من شاء وكره من كره. ودعا الجزائر إلى التوقف عن دعم البوليزاريو وأن تعتني بالجزائريين ومشاكلهم بدل الانشغال بالصحراويين المغاربة ."، في هذا السياق، أجرت " أنفاس بريس" حوارا مع كريم مولاي، الضابط السابق في المخابرات الجزائرية:
لماذا تدعم الجزائر البوليساريو؟
مرد ذلك، راجع لكون أن جنرالات الحكم في الجزائر ما زالوا يعتقدون أن عرقلة الحل السياسي لملف الصحراء الغربية يمثل مصلحة إستراتيجية لهم، ليس لأنه ينسجم وحق تقرير المصير، وإنما لأنه يحقق هدفا أمنيا لهم ويبقي على نظرية عدم الاستقرار في المنطقة قائمة خدمة لأجندات خارجية بدأت في الانكشاف شيئا فشيئا في الأعوام الأخيرة.
لماذا يصر حكام الجزائر معاكسةالمغرب الجار الذي دعم الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي؟
أعتقد أن دعم الجزائر البوليساريو، تمليه نظرية سياسية قديمة تقوم على أن وجود عدو خارجي من شأنه أن يوحد الداخل لمواجهته ويضمن استمرار نظام الحكم، وهذا جزء من القصة أما الجزء الآخر فهو خدمة أجندة الإبقاء على فتيل الأزمات في المنطقة قائما تحقيقا لأهداف الابتزاز السياسي للمنطقة برمتها.
لماذا تقف الجزائر ضد البناء المغاربي بسبب الصحراء المغربية؟
المشروع المغاربي، حلم لا تفرضه الجغرافيا والمصالح المشتركة لدول المنطقة فحسب، وإنما هو ضرورة يفرضها النمو الإنساني للمنطقة ،وحاجة شعوبها لبعضها.. ولعل الوقوف في وجه الوحدة المغاربية سيكون سببا ليس في عرقلة ملف الصحراء المغربية فقط ، وإنما في الارتداد على الجزائر نفسها التي لن تقيمها ثروة النفط والغاز سموم الحاجة للتنمية والاندماج.
ما قراءتك كخبير أمني لملف الصحراء المغربية؟
شخصيا أعتقد أن ملف الصحراء ،منذ ولادته في سبعينات القرن الماضي كان ملفا مفتعلا يعكس طبيعة الصراعات السياسية في المنطقة العربية يومها، وربما الانقسام العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي، وقد نشأ هذا الملف ليبقى لا كملف حقوقي كما يعمل البعض على ذلك، وإنما كملف سياسي من شأنه إعادة تقسيم المنطقة بما هو أدى وأمر من الاستعمار الذي دفعت شعوب المنطقة هدفه باهظا.
ما وجهة نظرك في مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية؟
كنت أحسب أن توصل الأطراف المعنية بملف الصحراء إلى مقترح الحكم الذاتي لا يحقق فقط تطلع الصحراويين للحرية والتنمية وإنما أيضا يحقق استقرارا في المنطقة ويؤسس لنظام سياسي جديد لا مركزي يضمن المشاركة الفعالة لشعوب المنطقة في إدارة نفسها، لكن مرة أخرى تقف المصالح العسكرية الضيقة والأجندات الأجنبية في وجه هذا الخيار.
