تبددت وتلاشت الكثير من الآراء ووجهات النظر المتفائلة بشأن إمكانية التوصل لاتفاق نهائي بين الدول الكبرى وإيران على أثر التصريحات المتشددة الأخيرة التي أطلقها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي ظهر واضحا من أنها لم تکن للاستهلاك المحلي.
الاتفاق النووي النهائي، والذي ظهر واضحا أن الدول الكبرى تؤکد وترکز على نقاط جوهرية، تطالب بإدراجها في الاتفاق ومن ضمنها:
ـ تفتيش المواقع العسكرية.
ـ مقابلة العلماء النوويين الإيرانيين.
ـ الترسانة الصاروخية الإيرانية.
هذه النقاط الثلاثة تحديدا، تم اعتبارها خطوطا حمراء بموجب ما قد أعلنه المرشد الأعلى قبل أيام، وقد زاد على إعلانه لهذه الخطوط بأن حث الطلاب في طهران على الاستعداد للقتال، وقال "استعدوا لمواصلة قتالكم ضد الغطرسة العالمية" بعد المحادثات النووية، وهو يعني بأن هناك استعدادات لما بعد عدم الاتفاق وما سيترتب على طهران من جرائه.
المعارضة الإيرانية النشيطة، والممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أكدت في بيانات سابقة لها بأن تخلي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن برنامجه النووي، يعني إطلاق رصاصة الرحمة على النظام وخصوصا المرشد الأعلى الذي يعتبر المعني تحديدا بالأمر.. ويبرر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ذلك، لأن نهاية البرنامج النووي تعني نهاية الحلم النووي، وبالتالي فإن التدخلات الإيرانية في المنطقة ستکون غير متمتعة بقوة رادعة تحميها مما يجعلها عرضة للمخاطر المحتملة، وهو يعني أن المشروع الإيراني للتوسع والتمدد سيواجه الفشل الذريع.
هذا الفشل وما سيترتب عنه من نتائج وآثار وتداعيات، سيتحملها المرشد الأعلى الذي سيكون کبش الفداء الأكبر، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يبادر إلى اتخاذ مواقف متشددة تغلق أبواب الاتفاق بقوة. غير أن القصة والقضية لن تنتهي بهذه الصورة أبدا، حيث أن فشل المفاوضات أيضا يعني أن تزداد معاناة الشعب الإيراني أکثر فأكثر.. وبالتالي تزايد حالة السخط والغليان من الأوضاع، مما سيفتح الأبواب أمام احتمالات ومفاجئات كثيرة على الساحة الإيرانية، ومعظمها ليست في صالح طهران.