السبت 21 سبتمبر 2024
خارج الحدود

الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس، يظهر من جديد بتخوم الفلوجة

الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس، يظهر من جديد بتخوم الفلوجة

بعد فترة غياب واختفاء عن الأنظار تخللتها أنباء متضاربة بشأنه، ظهر الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس (الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني)، مرة أخرى في العراق في تخوم مدينة الفلوجة بصحبة قيادات ميليشيا الحشد الشعبي، والذي يميز هذا الظهور، هو إنه اقترن وتزامن مع معلومات عن إسناد بغداد مهمة اقتحام الفلوجة لمليشيا الحشد الشعبي.

إعادة سليماني إلى الواجهة مرة أخرى، إلى جانب إسناد الحکومة العراقية مهمة اقتحام الفلوجة لميليشيات الحشد الشعبي، تأتي في سياق الجهود المبذولة من أجل تقويض الدور الذي تلعبه العشائر السنية في القتال على الأرض، بمعنى عدم السماح بتکرار السيناريو الذي قامت به العشائر السنية بطرد تنظيم القاعدة من الرمادي خلال الاعوام السابقة.

المواجهة العسکرية ضد تنظيم داعش، قد شهدت فصولا عديدة، لکن من أهم سماتها وخصائصها إنها تقوم رويدا رويدا بتهميش دور الجيش العراقي في المواجهة وجعله ثانويا إلى جانب جعل دور العشائر السنية في المواجهة رمزيا إلى حد بعيد، وهذا المسعى المشبوه يهدف إلى تقوية دور الميليشيات وکذلك الدور الإيراني وجعلهما الأساس والمحور الذي تدور حوله الأدوار الأخرى، خصوصا وأن الإنسحاب المفاجئ للجيش من الرمادي والذي کان يشبه بصورة أو بأخرى سيناريو الموصل في العاشر من يونيو العام الماضي، يعطي أکثر من انطباع بأن طهران تريد أن تقوض کل الجهود المبذولة عراقيا وعربيا ودوليا للتقليل من دورها ونفوذها في العراق والذي تجلى بداية في إبعاد نوري المالکي”رجل طهران الأول في العراق” من الترشح لولاية ثالثة.

إعادة قاسم سليماني إلى الواجهة، يوحي بصورة أو بأخرى إلى فترة حکم المالکي والتي کان يلعب فيها دورا إستثنائيا، وأن الأحداث والتطورات والتداعيات السلبية لها منذ مجئ حيدر العبادي للحکم، يمکن اعتبارها کلها قد صبت في مصلحة طهران ولاسيما بعدما صار العبادي أضعف مايکون في مواجهة الأوضاع خصوصا بعد سقوط الرمادي، والذي يبدو واضحا أن النفوذ الايراني في العراق من القوة بحيث لايمکن تحديد دوره والحد من تأثيره بتغيير الوجوه، لأنه يمتلك کل أسباب و مقومات القوة و التأثير في العراق، وإن الميليشيات الشيعية التي صارت الآن أمرا واقعا تحت غطاء الحشد الشعبي، هي مخالب طهران في العراق بوجه کل من يعارضها، ولذلك، فإن الدرس والعبرة التي يجب إستشفافها واستخلاصها من الذي جرى بعد إزاحة المالکي، هو أن المالکي لم يکن سوى رقما إيرانيا و ان الاهم من المالکي هي تلك الميليشيات والأحزاب والأوساط العراقية الأخرى التي تلعب دورا بالغ التأثير في خدمة المشروع الايراني في العراق والمنطقة، وإننا نعود و نؤكد على ماقد أکدت عليه زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي مرارا وتکرارا من أن الطريق لإعادة الأمن والاستقرار في العراق يتحقق من خلال نقطتي:

اولاـ قطع أذرع طهران في العراق وخصوصا الميليشيات.

ثانياـ دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته الوطنية من أجل التغيير السياسي في إيران، والذي هو مفتاح حل أهم مشاکل المنطقة.