الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن باكريم: رسالة إلى الفاسيبوكيين بخصوص فتاتين إنزكان..استبداد شرقي يحل بيننا فانتبهوا

الحسن باكريم: رسالة إلى الفاسيبوكيين بخصوص فتاتين إنزكان..استبداد شرقي يحل بيننا فانتبهوا

العديدين من الفايسبوكيين لم يفهموا تداعيات ما وقع بإنزكان.. الأمر لا يتعلق بالدفاع عن الفتاتين ولا الدفاع عن المحتجين ضدهما.. ولا بقضية اللباس.. المشكل في مسطرة اعتقال الفتاتين، والأبعاد الخطيرة لذلك، لأن المغاربة مند زمن يطالبون بدولة الحق والقانون.. دولة الحق والقانون، بمعنى تفعيل المساطر القانونية في ردع الخارجين عن القانون لا شيء غير القانون.. ما وقع في إنزكان فيه طرفين الفتاتين والمحتجين ضدهما.. لما حلت الشرطة كان عليها اعتقال الطرفين والاستماع لأقوالهما.. لأن هناك سيناريوهات مختلفة حول القضية.. الاعتداء.. التحرش.. اللباس...

وبيانات الجمعيات بالسوق وشهادات المارة بدورها رسمت سيناريوهات مختلفة.. وبالتالي من كان مخطئا ليس الفتاتين ولا المحتجين على لباسهما.. كلا الطرفين متهمين إلى أن يثبت العكس.. الخطير أن الشرطة حسمت الأمر واعتقلت الفتاتين دون اعتقال المحتجين. كأن الشرطة حضرت وقائع الحدث.. والشرطة ارتكبت خطأ حين اعتقلت الفتاتين ونفدت ما طالب به المحتجون.. النيابة العامة بدورها ارتكبت خطأ حين استندت إلى أقوال الشرطة فقط.. والخطير هو تعميم هذا السيناريو.. وهذا ما وقع أمام مقهى بأكادير حين حاصر عدد من الشباب باب المقهى للاعتداء على مثليين قيل إنهم كانا داخل المقهى.. إذن كل من رأى أمرا في الشارع العام لا يعجبه سيكرر نفس السيناريو.. سيعتدي وسينادي على الشرطة وتعتقل المعتدى عليه.. وهذا سلوك غير مقبول في دولة الحق والقانون.. في ظل ما يقع في الشرق من فتن القتل وإصدار الأحكام على الناس دون ضوابط قانونية..

من المفروض أن المغرب يحكمه دستور وقوانين، وهناك آليات ومؤسسات تحمي أمن المواطنين وتسهر على تنفيذ القوانين.. واعتقال كل من انتهك حرمة القوانين وتضمن له العدالة.. في إنزكان كانت حالة فوضى في السوق القضاء المستقل النزيه وحده هو من سيحدد المتهم في إشعالها، هل الملتحون أم الفتاتان..

الوقفات الاحتجاجية كانت على صواب لا يمكن القبول بهذا الوضع.. المحتجون لم يطالبوا بفرض نوع من اللباس ولا بقتل الملتحين ولا بالعري في الشارع العام.. المحتجون دافعوا عن الحريات الفردية كما تكفلها القوانين وحقوق الإنسان.. المحتجون طالبوا بمغرب حر متسامح بعيد عن أفكار الإرهاب والتطرف.. المحتجون طالبوا بالمساواة وبإنصاف المرأة وبالضرب بقوة كل ما يريد إهانة المرأة المغربية بأفكار ليست مغربية وليست ديمقراطية..

إنها الفتنة وإضعاف الدولة وضرب أمن وحرية المواطنين.. استبداد شرقي يحل بيننا، فانتبهوا جميعا.