الضربة لم تأت هذه المرة من أشباح معادية أو كائنات خرافية مسلطة، وإنا من قلب "المصباح" وأركان بيته. صوبت مدفعيتها تلك الشكليات التي دفع بها حوالي عشرين من أعضاء "البيجيدي" بمدينة تمارة، يقودهم عبد العالي السليماني، ضد خروقات ارتكبتها القيادات المحلية للحزب فيما يخص اختيار اللوائح الانتخابية للجماعات المحلية، وتحديدا الخروقات التي شابت يوم 14 من الشهر الجاري الاجتماع المحلي المخصص لانتخاب أعضاء اللجنة المكلفة باختيار المرشحين للاستحقاقات الجماعية. إذ اتهم هؤلاء، تقول يومية "النهار المغربية" في عدد اليوم، أتباع النائب البرلماني ورئيس جمعية منتخبي الحزب موح الرجدالي، كونهم قاموا بإنزال من أجل ترجيح انتخاب أتباع هذا النائب داخل الجمعية المذكورة. وتضيف بأن ما وقع في تمارة ليس إلا نموذجا مصغرا لما يعتمل في الحزب ككل، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تحولت شعارات المناضلين، بينما كانت في السابق خدمة الدعوة والعمل في سبيل الله والتطوع والتضحية. أصبحت اليوم "علاش أنا منستفدش".
ويكشف ما وقع سر ادعاءات عبد الإله بنكيران المتكررة، يشير المصدر ذاته، بأن حزبه لا يشبه باقي الأحزاب، وأن العديد من الإخوان طلبوا إعفاءهم من الاستوزار، رغم أنهم يتقاتلون عليه ومن أجله. وكل ما قاله بنكيران عن تماسك الحزب مجرد مزاعم لا يصدقها الواقع، الذي يقول إن إخوان بنكيران لهم مصالح شخصية وطموحات في الترقي الاجتماعي عن طريق السياسة وبابها الوحيد الانتخابات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها مثل هاته الخلافات، بحسب اليومية دائما، ولكن سبق في الانتخابات السابقة أن قامت الأمانة العامة للحزب ومن خلال التحايل على القانون الداخلي، بقلب بعض اللوائح رأسا على عقب خلافا لما خرجت به الجموع العامة.