السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

بعد استعمال لغة تهديدية: هل هي دعوة لإهدار دم الأستاذ المرابط من طرف الأصوليين؟

بعد استعمال لغة تهديدية: هل هي دعوة لإهدار دم الأستاذ المرابط من طرف الأصوليين؟

لم يجد الطالب السلفي، طارق الحمودي، وسيلة للتقرب من "أصحاب النفوذ الديني الجدد" و"حراس الكهنوت الإسلامي" (بتعبير الروائي والمفكر المصري يوسف زيدان) سوى تهديد الأستاذ محمد المرابط، المندوب الجهوي السابق لوزارة الأوقاف بجهة تطوان طنجة، ب "تجباد الودنين" ووضعه موضع السيسي من الإخوان المسلمين في مصر. وهو تهديد يحمل رسائل واضحة إذا علمنا أن الإخوان "يجبدون" أذني السيسي، كما يشهد على ذلك العالم، بالعمل الإرهابي مع ما يقتضيه ذلك من شر للفوضى وتفجير لمؤسسات الدولة واستهداف لرجال الأمن والقوات المسلحة.

فبدل مقارعة أفكار الأستاذ المرابط بالحجة والحجة المضادة ردا على ما نشره في "أنفاس بريس" ، تم اعتماد لغة تهديد من طرف الحمودي في "هوية بريس" تجعل المراقب يضع يده على قلبه خوفا من الأسوء القادم.
فهل هي دعوة صريحة لإرهاب الأستاذ المرابط وحمله على السكوت أمام ما يحاك من مؤامرات على مؤسسة أمير المؤمنين بغرض تحييدها وتحويل المغرب إلى زاوية دينية غير قابلة للمراجعة والاختراق!؟ هل هي بوادر تفكير في التخلص من هذا الفقيه المجتهد والمختلف الذي لم يتوقف لحظة عن مناظرة فقهاء الظلام ومن يدور في فلكهم من الباحثين عن المنافع الأكاديمية والشهادات التي تسهل لهم الولوج إلى الجامعات وكليات الشريعة!؟ هل هي مقدمة لما سيأتي من تقطيع للرؤوس وبتر للأيادي؟

لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأستاذ المرابط مستهدف في علمه وفي أمنه وفي حرية تعبيره، مع فارق أن الرئيس السيسي يتوفر على الحماية، أما بالمغرب فيبدو أن الحكومة الملتحية تنتشي بكتائبها وفيالقها لترهيب كل من يحمل بذرة فكر متنورة لإخراسها عن تقعيد أسس التدافع المدني والعقلاني، ليخلو الجو لتيار أصولي واحد يقولب المجتمع في قالب من التدين المتنافي مع التدين المغربي.