الأحد 22 سبتمبر 2024
سياسة

عبد الكريم فوزي: لم نفاوض عرشان من أجل الحصول على المواقع السياسية

عبد الكريم فوزي: لم نفاوض عرشان من أجل الحصول على المواقع السياسية

يرى عبد الكريم فوزي، القيادي السابق في الشبيبة الإسلامية والذراع الأيمن لعبد الكريم مطيع العائد من المنفى الذي انضم مؤخرا الى الحركة الديمقراطية الإجتماعية أن لا أحد من الملتحقين مؤخرا بحركة عرشان يحمل أفكار شاذة مشيرا الى أنه شخصيا لم يسبق له أن آمن بالعنف كسبيل للتغييرن موضحا أن النقاش الذي تم مع محمود عرشان اكد ان المجموعة الملتحقة بحزبه تحمل إيمان راسخ بالتوابث مما جعل عرشان يبارك هذه الخطوة التي اعتبرها اول تجربة تحدث في المغرب العربي، مؤكدا نبذه للإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومبديا في الآن ذاته حرصه على الحوار كسبيل لحل الخلافات وانفتاحه على الإسلاميين واليساريين وباقي التوجهات الفكرية التي تناضل من أجل الحق وإحقاق الحق والمساواة والعدالة الإجتماعية.

 

 

في أي سياق يمكن أن ندرج إعلانكم عن الإنضمام الى الحركة الديمقراطية الإجتماعية؟ ولماذا اختيار هذا التوقيت بالذات؟

المسألة لاتتعلق بالتوقيت، فالتوقيت لم يكن مبرمجا وليست له أي خلفية نهائيا، بل مجرد صدفة. كان النقاش والحوار وحصل التفاهم فكان الإنضمام بدون أية خلفية، واختيارنا الإنضمام للحركة الديمقراطية الإجتماعية بعد أن لمسنا في أمينها العام عبد الصمد عرشان وكذا الأب الروحي للحركة محمود عرشان الرجولة والكرم السياسي، محمود عرشان رجل يحترم كلمته ويبحث عن أشخاص وطنيين كما أنه رجل ناضل وحده لصالح توابث البلاد فكان الوفاق وكان التوافق.

طيب..عيد الصمد عرشان أشار في تصريح لـ "أنفاس بريس" أن المفاوضات معكم دامت أربعة أشهر فهل حدتث مراجعات فكرية في صفوفكم كسلفيين قبل اتخاذ قرار الإنضمام لحركة عرشان ؟

لاينبغي القول بالتفاوض، بل النقاش وإغناء النقاش وإيجاد أرضية مشتركة لها مرجعية إسلامية وطنية ذات صبغة مغربية، ولا أحد من الملتحقين بحركة عرشان يحمل أفكار شاذة أو حرض في يوم من الأيام على العنف، رغم أن بعضهم كان محكوم بالسجن، فالأحكام كانت ظالمة جاءت في سياق معين ولم تكن تتعلق بشيء محدد.

من المعلوم أن عبد الكريم فوزي كان الذراع الأيمن لعبد الكريم مطيع الذي تشير إليه الأصابع في قضية اغتيال الزعيم الإتحادي عمر بنجلون، فهل تمت مراجعات فكرية حقيقية على أساس نبذ التطرف، نبذ العنف؟

أنا شخصيا، لم يسبق لي أن آمنت بالعنف كسبيل للتغيير، وكنت دائما منفتح على الجميع، ومؤمن بالحوار ولا أحمل حكما مسبقا على أي كان، وطبعا ربما في وقت معين كانت هناك جهات لا ترغب في معرفة حقيقتنا، ونضالنا ككل كان من اجل وطنية المغرب واستقلاليته.

البعض يشير الى وجود نقاط خلافية أثناء مسار المفاوضات، فماهي هذه النقاط؟

في سياق أن الرجل سيستقبل وافدا جديدا ويحمل أفكار مغايرة قد تمس بمكانة الحزب أو مكانة الوطن أو مكانة التوابث، لكن بعد النقاش وفد أن المجموعة تؤمن إيمان راسخ بالتوابث فما كان إلا أن يبارك هذا العمل وأن نضع يدا في يد لبناء المغرب، مغرب الثقافات، مغرب السلم، مغرب الحوار، مغرب الوطنية، فالمغرب يتميز بميزات خاصة ويختلف اختلافا كليا عن تجارب جيراننا أو بلدان أخرى، فهذا نموذج مغربي، ونحن نقول بإصطلاح آخر من المغرب يأتي الجديد، فأول تجربة تحدث في المغرب العربي هي تجربة انضمام هذه التيارات في إطار واحد.

ما مدى استعدادكم لممارسة العمل السياسي في ظل الدستور والقوانين مع نبذ الإرهاب والتطرف؟

طبعا.. ما دمنا قد التحقنا بالعمل السياسي فمن الواضح أننا ننبذ الإرهاب والنطرف بجميع أشكاله، التطرف الفكري، التطرف الأخلاقي، التطرف السياسي، والحمد لله الدستور المغربي وفر لجميع الفئات المغربية حرية التعبير وحرية الرأي وحرية العمل السياسي في إطار التوابث وبعيدا عن أي تشدد سواء كان فكريا أو عقديا.

أنت أحد رموز الشبيبة الإسلامية، والشاذلي أحد رموز السلفية الجهادية وهاني ذي حساسية شيعية وعرشان ذو توجه ليبرالي، فكيف يمكنكم التوفيق مع مختلف هذه التوجهات الفكرية؟ وهل يجري التحضير لبناء حزب إسلامي جديد بقيادة عرشان؟

أول شيء الإسلام يسع الجميع.. يسع الصوفي..يسع السلفي، وهذه كلها مسميات لا أصل لها في القاموس السياسي ولا في القاموس الإسلامي، هذه كلها مصطلحات مستحدثة لتتبيث الطائفية والفرقة.. هو سماكم المسلمين.. السلفي.. الإسلامي.. الوطني.. الوطنية من الإسلام ومن لاإيمان له بالوطنية فهو خائن لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، فكلمة الإسلام تشمل الجميع والحمد لله فميزة المجتمع المغربي هي ألوان الطيف هاته، تعدد الثقافات، تعدد التوجهات التي لاتخرج عن الصبغة المغربية، الصبغة الوطنية واحترام المغرب، وجميع الأطياف السياسية تجدها وراء صاحب الجلالة أمير المؤمنين الذي يحمي كل هؤلاء.

نلاحظ نوع من التوثر في العلاقات بين الإسلاميين من جهة واليساريين والعلمانيين من جهة ثانية، فكيف ستتعاطون مع هذه التيارات من داخل حركة عرشان؟

أي تيار سياسي نرحب به، والحوار هو سيد الموقف وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ينفع الناس يمكث في الأرض، أي إنسان يملك طرحا يعود بالخير لهذه الأمة من أي مرجعية يراها فليتفضل ونتحاور، ونحن منفتحين، ليس فقط على اإلإسلاميين بل حتى على اليساريين، وأنا شخصيا لم أختلف في يوم من الأيام مع اليساري الأصولي الوطني الذي يناضل من أجل الحقيقة.. اليسار وباقي التوجهات التي تناضل من اجل الحق وإحقاق الحق ومن اجل المساواة ومن اجل العدالة الإجتماعية ومن اجل أي شيء يعود بالخير على هذه الأمة فنحن مستعدون دائما للحوار.

وهل طرحتم تغيير إسم حركة عرشان خلال المفاوضات؟

نحن لانؤمن بالمسميات أكثر مما نؤمن بالعمل، المسميات لا تعنينا، وما تفضلت به من وجود مفاوضاتن فالمفاوضات تعني تفاوض طرف لكسب شيء معين من الطرف الآخر وهذا لم يحدث، ولا أحد منا ولأول مرة يطالب بمكانة معينة في الحركة الديمقراطية الإجتماعية، دخلنا الى حركة عرشان من أجل البناء ومن أجل نقاش سياسي من مستوى عالي يحترم الجميع ولم نفاوض من اجل موقع معين داخل الحركة الديمقراطية الإجتماعية.

وهل تفكرون في فتح نقاشات مع باقي التيارات السلفية في أفق تحقيق مراجعات فكرية وإدماجها في الحقل السياسي؟

إن شاء الله.. هناك الكثير من الشباب المضحوك عليه بأفكار ضالة بعيدة كل البعد عن الإسلام الحقيقي، الإسلام الرباني وربما أخطئوا أو غرر بهم فهذه فرصة للحوار مع الجميع من أجل إعادتهم الى جادة الطريق.