السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

رئيس المجلس العلمي بالمحمدية يماطل في فتح مسجد في وجه المصلين

رئيس المجلس العلمي بالمحمدية يماطل في فتح مسجد في وجه المصلين

بعد تماطل غير مسؤول وتأخير غير مقبول في بناء مسجد دار السعادة الذي بدأت الأشغال به منذ سنة 2005 من طرف المجلس البلدي لعمالة المحمدية، وبعد سنوات من الانتظار بفارغ الصبر على إتمام بنائه وإنهاء الأشغال به، تستعد ساكنة الحسنية والأحياء المجاورة لها بشوق كبير لفتح هذا المسجد لأداء الصلوات فيه خصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

وحسب مصادرنا المحلية، فإن تماطلا آخر بدأت بوادره تلوح في الأفق، من شأنه أن يعوق فتح المسجد قبل الشهر المبارك، غير أن هذه المرة بسبب مجلس آخر غير المجلس البلدي ويتعلق الأمر بالمجلس العلمي المحلي في شخص رئيسه الذي يرغب في إسناد الإمامة إلى المدعو (ع.ل) دون سلوك المساطر الإدارية المعمول بها فيما يخص تعيين الأئمة والتي تنص على ضرورة إخضاعه لتقييم واختبار من طرف لجنة محلية خاصة بتعيين الأئمة والخطباء مكونة من المجلس العلمي ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وحسب مصادرنا المطلعة، فإن رئيس المجلس العلمي المحلي وباتفاق مع رئيس المجلس البلدي قاموا باختيار خطيب للمسجد (م.ع) وهو عضو بالمجلس العلمي وإمام (ع.ل) ومؤذن (م.ز). وقد وافقت اللجنة على الخطيب والمؤذن في حين أنها رفضت الإمام المذكور نظرا لضعف مستواه الفقهي وعدم معرفته بأبسط المعلومات الخاصة بالعبادات. هذا على الرغم من تحفظ مجموعة من ساكنة المنطقة والمتتبعين للشأن الديني المحلي خصوصا على المؤذن (م.ز) والمعروف بتحركاته المشبوهة ما بين الباشوية والمجلس البلدي وبين الأئمة والطـُّـلبة.

وقد استبشر عدد من الكفاءات الدينية المتتبعة لهذا الموضوع بقرار اللجنة الذي جاء ضدا على رغبة كل من رئيسي المجلس العلمي والمجلس البلدي، حيث تقدم عدد منهم بطلبات الترشيح للعمل كإمام بعد إعلان مندوبية وزارة الأوقاف عن المباراة الخاصة بإمامة هذا المسجد وذلك في إطار مبدأ تكافؤ الفرص الذي يضمنه الدستور المغربي وتوفير كل الحظوظ والفرص لجميع المعنيين حسب الاستحقاق.

غير أن رئيس المجلس العلمي المحلي (ح.م) لم يوافق على انعقاد اللجنة المحلية الخاصة بتقييم المترشحين لاختيار الإمام المؤهل، حيث أصر على مرشحه المدعو (ع.ل) بحجة أن هذا الأخير تم اقتراحه من طرف المجلس البلدي وأنه لا يمكن تداول شخص آخر غيره. مما يؤكد وجود الزبونية والمحسوبية في مجال كان حريا بالقائمين عليه أن يكونوا قدوة لغيرهم وأن يعملوا على تنقيته منهذه الآفات والأمراض. لكن يبدو أن العدوى قد استفحلت وأن المرض استشرى وأصبح أشبه بالداء العضال الذي لا ينفع معه إلا بتر الجزء المصاب حمايةً لكامل الجسد من انتشار ذلك الداء اللعين.

لقد سبق أن وجهت شكايات عديدة ضد تصرفات رئيس المجلس العلمي بخصوص مسؤوليته عن تردي مستوى التأطير الديني بالمدينة من خلال استبعاد الأشخاص المؤهلين وإقصاء ذوي الكفاءات.

إن محاولات السيد رئيس العلمي المحلي لتعيين المدعو (ع.ل) إماما بمسجد دار السعادة ما هي محاباة ومجاملة على حساب المصلحة العامة لإرضاء رئيس المجلس البلدي الذي يسعى للعب جميع الأوراق الممكنة قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بما فيها المساجد والعاملين فيها. ولعل الحاضرين في اللقاء التواصلي الذي نظمه المجلس العلمي المحلي بالمحمدية تحت شعار "دور الأئمة والخطباء في ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية" يتذكرون "الإكرامية" التي أرسلها رئيس المجلس البلدي ووزعها رئيس المجلس العلمي على الأئمة والخطباء.

وليكن في علم رئيس المجلس العلمي أن ساكنة الأحياء المجاورة لمسجد دار السعادة تضم مكونات مجتمعية من كل الفئات والصفات، تحتاج إلى إمام في المستوى المطلوب، لا يقتصر تكوينه على حفظ القرآن فقط دون مراعاة لقواعد القراءة والتلاوة، ناهيك عما يحتاجه الناس في أمور عباداتهم ومعاملاتهم. وهو الأمر الذي تخشاه الساكنة وقد يدفعها لاتخاذ خطوات وإجراءات للحيلولة دون وقوعه.

يذكر أن هناك صراعا خفيا وحربا باردة بين المجلس العلمي ومندوبية وزارة الأوقاف حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى متداخلة بينهما، تتطلب التعاون والمساعدة وليس تجاذب السلط وعرقلة الأشغال.

وفي انتظار ما سيسفر عنه التعيين لمنصب إمام مسجد دار السعادة، فإن سكان الحي والأحياء المجاورة قد أعياهم الانتظار ويناشدون الجهات المسؤولة للتدخل الفوري لإيقاف مسلسل الزبونية والمحسوبية لأن الفقيه اللي كنتسناو بركتو دخل للجامع ببلغتو.