السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

الأمم المتحدة تعتبر قنطرة كابلام بالبرنوصي أكثر احتقارا للبشر من معبر "إيريتز" !

الأمم المتحدة تعتبر قنطرة كابلام بالبرنوصي أكثر احتقارا للبشر من معبر "إيريتز" !

أنظار العالم ليست متجهة فقط إلى مصر حيث يتم تحدي الطبيعة بتوسيع قناة السويس التي تربط بين آسيا وأوروبا، أو إلى باناما حيث يتم القيام بحفر جديد لتوسيع قناة باناما الرابطة بين شرق وغرب الكرة الأرضية، أو إلى تركيا حيث رفع أردوغان رهان ربط ضفتي البوسفور بجسر مائي ضخم، بل يحق للمغاربة أن يفتخروا بدورهم لكون العالم أصبح يهتم بمشروع "قاري" هائل احتار المهندس والمخططون السياسيون في حله. ألا وهو مشروع توسيع قنطرة كابلام لربط حي الأزهر بحي القدس بعمالة سيدي البرنوصي، لدرجة أن المرور من وإلى حي الأزهر (أو إلى القدس) أضحى مثل المرور بالحواجز والمعابر التي يرغم الفلسطينيون على المرور منها نحو أماكن عملهم بإسرائيل (مثل معبر طيبة أو معبر إيريتز أو حاجز "أريال" إلخ..).

قنطرة كابلام من المشاريع التي كان منتظرا توسيعها لتسهيل تنقلات حوالي 300 ألف مواطن يقطنون بأحياء القدس والبرنوصي والأزهر ومدينتي وسكني وأناسي والشعبي والأمانة. المشروع قدم للملك في شتنبر 2006 في إطار إشرافه على مشروع تأهيل الدار البيضاء، وهو المشروع الذي رصدت له آنذاك 350 مليار سنتيم على أساس أن ينتهي الورش عام 2010. لكن بما أن أحياء البرنوصي والأزهر والقدس لا يسكن فيها، في نظر المسؤولين، سوى "بوزبال"، فإن السلطات، في شخص بلدية الدار البيضاء والولاية، اهتموا فقط بتوسيع قنطرة بين المدن بشارع إنزكان، بحكم أنها توجد بتراب عين الشق المعقل الانتخابي للعمدة محمد ساجد. أما قنطرة كابلام فتم إقبارها، في الوقت الذي حرصت السلطات على الترخيص لإقامة مشاريع سكنية ضخمة بحي الأزهر مما زاد من الضغط ومن الازدحام والاختناق المروري الرهيب ب"معبر إيريتز" البيضاوي.

وأمام رفض المسؤولين إنجاز توسيع قنطرة كابلام بما يؤمن انسياب المرور ويضمن حق المواطنين في التنقل، تحول "معبر إيريتز" البيضاوي إلى ساحة يجلد فيها المواطن كل يوم، وتظل طوابير السيارات والحافلات والشاحنات عالقة هناك مدة طويلة جدا في شكل مذل ومهين لأدمية المغربي مثلما يحدث للفلسطينيين في معابر العار بإسرائيل، لكن مع فارق أن إسرائيل دولة محتلة وغاصبة للأرض وللحقوق، بينما سكان البرنوصي والأزهر يعيشون في دولة يقول دستورها أن المواطنين سواسية في الانتفاع من الخدمات، وبأن الإدارة الترابية والمنتخبة وجدت لتحسين جودة عيش السكان.

إن خالد سفير، والي الدار البيضاء الذي عينه الملك في ظرفية جد خاصة تروم رفع الحكرة عن البيضاويين أينما وجدوا مطالب بتبني هذا الملف والتعجيل بتنفيذ ورش تم الكذب فيه على الملك وعلى الشعب، وذلك حماية لمصداقية المؤسسات، ولإرجاع الثقة للمواطنين ولتكذيب ما يشاع من أن المسؤولين يستغلون مناصبهم لتهريب ضرائب المواطنين نحو أحياء النافذين والميسورين.

وإن فشل في ذلك، فالطريق ستكون معبدة أمام الأمم المتحدة لإدراج قنطرة كابلام بالبرنوصي كأحد أحقر المعابر "الحدودية" في العالم، وربما ستتفوق على معبر "إيريتز" في إذلال البشر.