في لقاء أجرته قناة "فرانس 24" مع نبيل عيوش، إثر مشاركته في تظاهرة أسبوع المخرجين المنظمة بكان بفيلمه المثير للجدل "الزين اللي فيك"، تذكرت النكتة المراكشية الجميلة، والتي تحكي عن قصة شخص "حرك الضو لحمر"، وبرر فعلته لشرطي المرور الذي طلب منه أوراق السيارة لتسجيل المخالفة بأنها "وايلي ماشي شاعل بديك الحمورية كاع..". ظل عيوش في لقائه مع "فرانس 24" يبرر "حموريته" وبتخراج العينين، فتحدث في البداية بأن ما أثلج صدره، خلال عرض فيلمه في التظاهرة، هي لحظة الصمت المطبق وبعض التوتر في فترة الجنريك النهائي، قبل أن تعقب هذه اللحظة عاصفة من التصفيق.. وهذا ما أنعشه وأشعره بالافتخار.
هذه "الحمورية" ستنطلق بشهادته في الممثلاث، فهي أقرب من الإدانة، حيث يقول بأنهن لسن بنات الليل، وجعلهن مجرد فتيات يعرفن الدعارة جيدا، وقاربنها لأنهن يعشن في هذا الوسط.. مضيفا أن أخواتهن أو بنات عمومتهن عاهرات، لكنهن لسن كذلك!! وﻷنهن خبرن الميدان كما ينبغي فقد تمكن من التحدث بصدق كبير في الفيلم، وخطابهن إنساني بامتياز ولا يعترف بالحدود!!
هذه "الحمورية"، أيضا، سيختبئ وراءها عيوش عند حديثه عن المشاهد الإباحية في فيلمه، مدعيا بأنها ليست مشاهد إباحية، بل مشاهد صادقة أحيانا وجريئة، وهنالك مشهد واحد فقط الذي تظهر فيها الأجساد عارية كي تعبر (عن ماذا؟) أما ما تبقى من الشريط فهو لائق.. بل ويسرد عيوش بأنه إذا كان الفيلم صادما للبعض، فإنه بالنسبة للبعض الآخر غير ذلك، إذ قالوا له: ما هذا الحياء وهذا الاحتشام الكبير في الفيلم بالنسبة لموضوع كهذا.. وعاتبوه بأنه الواقع ببساطة وينبغي نقله بصدق كما هو !
وستتواصل هذه "الحمورية"، عندما يبرر استعماله الدارجة للنطق بألفاظ تخدش الحياء بحدة "أتريدون أن أجعلهن يتحدثن كالشعراء؟ إنهن يتحدثن كما في واقعهن المعاش.. نعم هنالك خطاب فظ.. ولم لا؟". ويضيف: كفانا نفاقا، ففي أفلام أمريكية يقع مثل هذا ولا يصدم أحدا.. هل العرب يعيشون في كوكب آخر؟
وتبلغ "الحمورية" ذروتها عندما ذكر عيوش بأنه لم يجد صعوبة في إعداد الفيلم في المغرب، كما أن هنالك لجنة تراقب الأفلام ستشاهده.. ويرجو أن يعرض لأنه فيلم للجمهور المغربي قبل غيره، حتى وإن كان موضوعه لا حدود له، لأنه جزء من الواقع المغربي.. مختتما قوله بأنه سيكون مستاء جدا لو منع.. وقال :سأقوم بكل ما في جهدي حتى يعرض في المغرب، وأنا واثق من ذلك".. انتهى الفيلم.