السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

ما أحقر السياسة التي جعلت ساجد عدو الأمس صديق اليوم

ما أحقر السياسة التي جعلت ساجد عدو الأمس صديق اليوم

بالأمس القريب وقبل أن يصبح محمد ساجد أمينا عاما لحزب الاتحاد الدستوري، كانت المعارضة داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء والممثلة في حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والنهضة والفضيلة، تقصفه بشتى أنواع القنابل اللفظية وتوجه له أقبح الانتقادات. اليوم وبعد انتخاب العمدة ساجد أمينا عاما للحزب الحصان، بدأنا نسمع من بعض المحسوبين عن المعارضة "شعر المعلقات" في مدح ساجد وأحقيته بالأمانة العامة وعلو شانه السياسي. لدرجة أن أحد المتتبعين للشأن المحلي وصف دورة أبريل لمجلس مدينة الدار البيضاء بدورة "مدح ساجد".

حقا ما احقر السياسة، التي لا تجعل لك عدوا دائما ولا صديقا دائما، بل إن النفاق السياسي، هو الرياضة الجماعية التي يمارسها جل السياسيين إذ لم نقل كلهم. وهي الحقارة التي جعلت شريحة واسعة من المواطنين تعزف عن المشاركة السياسة أو الانخراط في الأحزاب.

 الأمثلة كثيرة تؤكد أن "السياسة حقيرة ابنت حقيرة"، كلنا نتذكر الهجمة الشرسة التي شنها رئيس الحكومة وحزبه على فؤاد علي الهمة، مؤسسة حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن يصبح مستشارا للملك، وكلنا تتبعنا ما قاله رئيس الحكومة في حق صلاح الدين مزوار، قبل أن يدخل معه التحالف الحكومي مباشرة بعد انسحاب حزب الاستقلال.

وها نحن اليوم نتتبع فصول مسلسل طويل الحلقات من شاكلة المسلسلات التركية والمكسيكية، الذي تتخلله حروب داحس والغبراء بين الحكومة والمعرضة. وغدا عندما تسدل الانتخابات أوزارها ستتحفنا الأخبار بتحالفات هجينة وقصص حب  بين أعداء الأمس على شاكلة تحالف حزب التقدم والاشتراكية مع حزب العدالة والتنمية. وسيصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم وربما نسمع عن حكومة قادمة مشكلة من حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة.

حقا ما أحقر السياسة، التي جعلت منتقدي ساجد عمدة الدار البيضاء يرددون قصائد المدح في شخص ساجد الأمين العام للاتحاد الدستوري ...