على هامش الدورة العاشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، التقت " أنفاس بريس " فنتيري بن مبارك رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز وأجرت معه حوارا مفصلا حول القطاع، أكد من خلاله أن المغرب تجاوز الاكتفاء الذاتي من لحوم الأغنام مشيرا الى أن التفكير منصب حاليا على البحث عن أسواق لتصدير اللحوم المغربية التي تمتاز بجودتها العالية وبسمعتها الطيبة مقارنة مع لحوم الأغنام الأوروبية .
تشاركون في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب من خلال قطاع تربية الماشية، فما هو تقييمكم لحضور هذا القطاع في دورة هذه السنة ؟
سجلنا حضور مهم لقطاع تربية الماشية : الأغنام ، الأبقار، الإبل، لكن يبقى حضور قطاع تربية الأغنام جد بارز في الدورة العاشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وهذا أمر طبيعي بحكم أن عدد رؤوس الأغنام بالمغرب يقدر ب 20.000 رأس، فهذا القطاع يضم سلالات محلية محضة تخضع لتحسين النسل، كما نقوم بجهود مهمة لتأطير الكسابة من أجل الرفع من الإنتاج.
وما هي سلالة الأغنام التي تحضر بقوة في دورة هذه السنة ؟
كل السلالات حاضرة بقوة، وحن حريصون كي تكون كل السلالات حاضرة في المعرض، وقد شاركنا في المعرض ب 280 رأس من الأغنام موزعة على مختلف السلالات المحلية ( تمحضيت، بني كيل، السردي، بجعد، الدمان).
وما نوعية البرامج التي تركزون عليها هذه السنة داخل جمعيتكم ؟
نركز على أهمية تحسين النسل، ففي السابق لم يكن الكسابة يهتمون بتحسين النسل، إذ كانت قطعان الأغنام مختلطة بمختلف أنواع السلالات، وقد تدخلنا في أول تجمع عقدته الجمعية عام 1980 من اجل توجيه الكسابة من أجل التركيز على سلالة واحدة من الأغنام داخل القطيع، وعلى سبيل المثال ففي سلالة السردي كان أحسن فحل في المباراة في عام 1980 عمره 14 شهر يبلغ وزنه من 80 الى 90 كلغ، واليوم نجد أن نفس الفحل ( عمره 14 شهر ) ومن نفس السلالة يصل وزنه الى 120 – 125 كلغ، وهذا مكسب كبير لقطاع تربية الأغنام.
يعني أن إنتاجية سلالة السردي أفضل من باقي السلالات ؟
لا..لا..كل السلالات إنتاجيتها جيدة، فسلالة تمحضيت أيضا إنتاجيتها مرتفعة فسابقا أحسن كبش في سلالة تمحضيت كان يبلغ وزنه 65- 70 كلغ أما الآن فأضحى وزنه يصل إلى 100- 115 كلغ، إذن إنتاجية هذه السلالة ازدادت..كل السلالات ازدادت إنتاجيتها، وأضحت " السقطة " جيدة بفضل العمل الذي نقوم به أي تحسين النسل.
المغرب، عرف تساقطات مطرية مهمة هذه السنة، مما يعني أنها ستنعكس إيجابا على القطاع ؟
بطبيعة الحال..فتربية المواشي تعتمد على الرعي أو العلف..الحمد لله التساقطات المطرية كانت مهمة وهذا سينعكس بطبيعة الحال على المراعي الطبيعية .
ولكن بعض المناطق عانت من الفيضانات، فماهي أبرز تدخلاتكم لمساعدة الكسابة في هذه المناطق المنكوبة ؟
نقدم الدعم لجميع الكسابة الذين ينتمون لتجمعات الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز، أما المناطق التي لا توجد فيها تجمعات للكسابة تابعة للجمعية فتبقى من مسؤولية وزارة الفلاحة، فمثلا في العام الماضي عانت المنطقة الشرقية من الفيضانات والتي أضرت بالعديد من الكسابة الذين فقدوا عدد هام من رؤوس الأغنام، وقد اتصلنا بهم من اجل تحديد الخسائر الناجمة عن الفيضانات وتحديد التعويض المناسب لكل كساب، وهي تعويضات تبقى رمزية فقط .
بعض الكسابة يشتكون من ضعف الدعم المخصص لرؤوس الماشية، ما رأيك ؟
ما يضرنا ككسابة، ليس هو مبالغ الدعم بل المشكل يكمن في تأخير هذه الإعانات، علما أن مبلغ الإعانة المخصصة للكبش من صنف 1 وصنف 2 و صنف 3 يبلغ 500 درهم أما النعجة فيخصص لها مبلغ 400 درهم كدعم، فموسم تحسين النسل ينطلق في فبراير وينتهي في مارس ونقوم بإيداع ملفات جميع الكسابة إلى وزارة الفلاحة في أجل أقصاه نهاية يوليوز، لكن للأسف لحد الآن تقريبا نصف الكسابة لم يتوصلوا بمبالغ الدعم، علما أننا كنا نتوصل بالدعم في مراحل سابقة في شهر نونبر من كل عام، وعلى أي حال فالحمد لله على دعم وزارة الفلاحة والذي تحقق بفضل جهود الجمعية الوطنية لتربية الأغنام والماعز، فالوزارة تشترط انتظام الكسابة من أجل الحصول على الدعم.
لكن هناك عدد من المناطق التي نشهد فيها انتظام للكسابة في إطار تعاونيات أو جمعيات، فهل قمتم بحملات تحسيسية بهذا الخصوص ؟
هناك شروط من اجل تأسيس تجمعات تابعة للجمعية الوطنية لتربية الماعز والأغنام، فنحن نشترط وجود 50 كساب كحد أدنى يتوفرون على 8000 رأس كحد أدنى، والتوفر على هذين الشروط يمكن الكسابة من الحصول على وسيلة نقل ( بيرلانكو أو بارتنر ) بالإضافة إلى توفير تقني لفائدتهم وكل هذه التكاليف تؤديها الجمعية، وبالتالي فلايعقل توفير كل هذا الدعم لفائدة 4 أو 5 كسابة أو 1000 إلى 2000 من الأغنام .
أخيرا، هل يمكن القول إن المغرب استطاع أن يحقق الاكتفاء الذاتي من لحوم الأغنام ؟
الحمد لله..المغرب يحقق الاكتفاء الذاتي من لحوم الأغنام والماعز والدليل هو أن عيد الأضحى مثلا يتطلب توفير 5 إلى 6 ملايين رأس من الأغنام والتي تنحر في يوم واحد، وهي كلها محلية وغير مستوردة من الخارج، كما أن لحوم الأغنام متوفرة على طول السنة لدى الجزارين، فهل سبق لمواطن مغربي أن قصد جزارا ولم يجد اللحم ؟ لقد تجاوزنا الاكتفاء الذاتي من لحوم الأغنام ونحن نفكر في البحث عن أسواق في الخارج من أجل تصدير لحوم الأغنام المغربية التي تمتاز بجودة عالية حيث لا تتوفر على شحوم كثيرة مثل الأغنام بأوروبا، فلحوم الأغنام المغربي تصلح للشواء، للطواجن، لكل شيء، وهذا باعتراف كسابة من أوروبا .