Saturday 6 September 2025
جالية

يونس إجيري: عندما تصمت الجمعيات.. من يدافع عن كرامة الجالية المغربية في فنلندا؟

يونس إجيري: عندما تصمت الجمعيات.. من يدافع عن كرامة الجالية المغربية في فنلندا؟ يونس إجيري
في زمن تنتشر فيه الإهانات بلمسة شاشة، وتُبث الإساءات على الهواء مباشرة أمام المئات أو آلاف المتابعين، وجدنا أنفسنا – نحن أفراد الجالية المغربية بفنلندا – أمام واقعة مؤلمة ومهينة: فنان مغربي يطلق العنان لسانه في بث مباشر على منصة "تيك توك"، ويوجه سبًّا وقذفًا صريحًا للجالية المغربية بفنلندا، دون أدنى احترام أو وازع أخلاقي.
لكن الصدمة لم تكن فقط في كلمات الفنان، بل في صمت الجمعيات التي يُفترض أن تمثلنا وتدافع عن كرامتنا حين نُهان.
 
 الجمعيات في موقف المتفرج 
مرت أيام على الواقعة، ولم نسمع بيانًا استنكاريًا رسميًا من غالبية الجمعيات. لا تحرك قانوني، لا بلاغات صحفية، لا حملات تضامن، ولا حتى تواصل مع المنصة التي استُخدمت كمنبر للإهانة.
هذا الصمت لم يكن مجرد غياب صوت، بل خذلان موصوف لجالية تقف على الدوام في صف الوطن، وتتحمل أعباء الاغتراب برأس مرفوع.
 
عندما يُهان الإنسان... يجب أن يُسمع صوته
ما قاله ذلك الفنان ليس "زلة لسان"، بل خطاب كراهية مكتمل الأركان. وعندما يُسمح لفنان بإهانة فئة واسعة من المغاربة دون رد، فإننا نُطبع مع الإهانة، ونرسل رسالة خاطئة مفادها أن الجالية "لا أحد يدافع عنها".
إذا كانت الجمعيات قد وُجدت لتُمارس دور الوساطة والتوعية والمشاركة، فإن دورها الأساسي قبل كل شيء هو حماية كرامة الجالية، ومواجهة كل من يحاول النيل منها، سواء أكان سياسيًا أو إعلاميًا أو حتى فنانًا.
 
 مسؤولية مضاعفة... أم تهرب من المسؤولية؟
لا يمكننا أن نقبل تبريرات مثل:
"نحن لسنا مخولين للتحرك".
"لا نريد الدخول في صراعات".
فهذا يعني ببساطة أننا اخترنا الصمت بدل الكرامة، والجمود بدل الدفاع عن الهوية والانتماء. الجمعيات التي لا تتحرك حين تُهان الجالية، تفقد شرعيتها ومصداقيتها، مهما كانت أنشطتها وخطاباتها.
 
الجالية اليوم أكثر وعيًا... ولن تسكت
في ظل هذا الفراغ الجمعوي، بدأت أصوات من داخل الجالية تتحرك:
بيانات استنكار فردية.
مطالبات قانونية بمحاسبة المسيء.
رسائل احتجاج إلى "تيك توك".
حملات على مواقع التواصل تطالب بالاعتذار.
هذا مؤشر صحي، لكنه أيضًا جرس إنذار للجمعيات: إما أن تتحرك، أو ستتجاوزها الجالية وتُعيد تنظيم نفسها بصيغ جديدة، أكثر جرأة، وأقرب لهموم الناس.
 
 الكلمة الأخيرة:
لسنا في حاجة إلى جمعيات تُنظم الحفلات والمهرجانات فقط، بل إلى جمعيات تحمل قضايا الجالية بجرأة ومسؤولية، ولا تتقاعس حين تُهان كرامة من تمثلهم.
فالسكوت على الإهانة، مشاركة فيها.