تم، اليوم الأربعاء بوجدة، إعطاء الانطلاقة لاحتفالات الذكرى المائوية لتأسيس أول ثانوية عريقة بالمغرب "ثانوية عمر بن عبد العزيز"، التي رأت النور في فاتح شتنبر 1915 بمدينة الألفية. وحضر حفل افتتاح مائوية الثانوية والي الجهة الشرقية محمد مهيدية والسلطات المحلية ومديرون ورؤساء مصالح خارجية وأطر وأساتذة المؤسسة، والذين تابعوا مجموعة من الفقرات والأنشطة قدمها تلاميذ الثانوية، قبل زيارة متحف العلوم التابع للمؤسسة والإشراف على تدشين المقر الجديد للأقسام التحضيرية.
وتشكل مبادرة تخليد هذه الذكرى، المنظمة بتعاون مع إدارة الثانوية وأعضاء مؤسسة عمر بن عبد العزيز والمتخرجين السابقين من الثانوية، مناسبة للاعتراف بالخدمات الكبيرة التي قدمتها هذه المؤسسة العريقة وانخراطها في بناء المغرب الجديد الديمقراطي الحداثي، فضلا عن الدور الفعال الذي اضطلعت به في سبيل إضاءة مسارات التنمية.
وقد استقبلت هذه الثانوية التلاميذ لأول مرة في فاتح شتنبر 1915، وهي تحمل اسم "ثانوية الفتيان"، قبل أن يتحول اسمها بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي 1959 - 1960 إلى عمر بن عبد العزيز، لتصبح بذلك ثانوية مختلطة للبنين والبنات. وتعد ثانوية عمر، وهو اللقب الذي يطلق على هذه الثانوية، مؤسسة رائدة في العلم والتحصيل على المستوى الجهوي بالنظر لاستقطابها لأبرز التلاميذ المتفوقين بالجهة الشرقية في شعب التعليم التقني والرياضيات.
وفي هذا الصدد، اعتبرت اللجنة المنظمة لمائوية الثانوية، في ندوة صحفية عقدتها بالمناسبة، أن ثانوية عمر بن عبد العزيز، التي أطفأت شمعتها المائة مع حلول سنة 2015، شكلت مؤسسة للنخب المغاربية والفرنسية بامتياز بالنظر إلى العدد الكبير من النخب الذين تلقوا تكوينهم الأكاديمي بها. وأشارت إلى أن اللجنة ارتأت إعطاء الانطلاقة للاحتفالات الرسمية التي تخلد هذا الحدث البارز اليوم الأربعاء 18 مارس الجاري تزامنا مع ذكرى خطاب الملك محمد السادس بوجدة سنة 2003 والذي يخلد لإعطاء الانطلاقة لتنمية الأقاليم الشرقية.
واعتبرت أن تخليد الذكرى المائوية لتأسيس هذه الثانوية، التي تضم اليوم أكثر من 1300 تلميذ وتلميذة يدرسون بمختلف الشعب بما في ذلك الأقسام التحضيرية الخاصة بالمدارس العليا للمهندسين، يشكل حدثا بارزا ومتميزا بالنظر إلى البعد الثقافي والإنساني لهذه الذكرى التي لا يمكن اختزالها في كونها حدثا احتفاليا فقط بل يتم فيه تقديم شهادات واستحضار لذكريات الماضي. وأضافت أن الاحتفال بهذه الذكرى يستحق اهتماما خاصا وانخراطا كليا لإنجاح فقراته وكذا مجهودا استثنائيا لتحسيس جميع مكونات المجتمع محليا وجهويا ووطنيا بالأهمية التي يكتسيها هذا الحدث بالنظر للأدوار الهامة والمتعددة لهاته المؤسسة التي زرعت قيم التعايش والتسامح بين الأديان وسط أساتذة وتلاميذ الثانوية من مختلف الجنسيات والأعمار، إلى جانب مشاركتها الفعالة في مقاومة الاستعمار واستقلال البلاد وتبني قضايا الأمة العربية والمساهمة في بناء صرح المغرب الجديد.
وقد أعدت اللجنة المنظمة للذكرى المائوية برنامجا غنيا ومتنوعا طيلة هذه السنة تخليدا لهذا الحدث المتميز يتضمن ندوات علمية أكاديمية وتاريخية وأنشطة ثقافية سيتم خلالها تقديم لوحات وأعمال فنية متنوعة (الفنون التشكيلية، السينما، الشعر، المنحوتات، الصوت، الضوء...)، إلى جانب الفن المعماري.
وسيتم أيضا، بالمناسبة، حسب اللجنة المنظمة، برمجة سهرات فنية تحييها فرق محلية ووطنية ودولية وكذا أمسيات فنية موسيقية ينشطها تلاميذ المؤسسة، بالإضافة إلى عروض مسرحية وملتقيات للشعر ومعارض للكتب والكتابات التي تتحدث عن ثانوية عمر بن عبد العزيز أو التي تخلد لذكراها المائوية.
وأضافت اللجنة أن هذا الحدث سيكون أيضا مناسبة لتجميع التلاميذ قدماء الثانوية من مختلف أنحاء العالم خلال شهري ماي و نونبر القادمين حيث ستشكل فرصة لتكوين شبكة وخلق نوع من التآزر بين الجميع للمساهمة في خدمة وتنمية هذه الثانوية التاريخية ومدينة وجدة والجهة الشرقية ككل.