تمسكت الشرطة الأمريكية بروايتها حول أسباب إقدام الأمريكي كريغ هيكس على قتل ثلاثة مسلمين في كارولاينا الشمالية رميا بالرصاص في منزلهم، قائلة إن الخلاف بين الجانبين وقع بسبب "موقف سيارة"، في حين أكدت عائلة الضحايا أن القضية هي "جريمة كراهية" نظرا لما كتبه هيست على صفحته بموقع فيسبوك قبل الجريمة، وفقا لموقع "المستقبل". وقالت الشرطة إن إطلاق النار الذي وقع في كارولاينا الشمالية قرب الحرم الجامعي لكلية "تشابيل هيل" وأدى لمقتل ضياء بركات وزوجته يسر أبو صالحة وشقيقتها رزان برصاصات في الرأس، ربما نجم عن خلاف بسبب أولوية ركن السيارة، ولكنها لم تستبعد في الوقت نفسه إمكانية اكتشاف دوافع أخرى قد تكون على صلة بالكراهية. غير أن واقع أن جميع القتلى هم من المسلمين، إلى جانب بعض التعليقات التي وضعها هيكس على صفحته بموقع فيسبوك قبل الجريمة، دفع العديد من المتابعين للقضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى التساؤل حول دور الدافع الديني في الهجوم الدموي. وظهرت على ساحة الأحداث زوجة هيكس، والتي تدعى كارين، والتي كشفت أنها كانت قد تقدمت بطلب للطلاق منه، معبرة عن صدمتها مما حصل، وتقدمت بتعازيها لعائلات الضحايا، مؤكدة أن القضية لا تتعلق بالدين بل بالخلاف حول موقف السيارة بين زوجها وجيرانه. وقالت كارين: "يمكنني التأكيد بكل جوارحي أن هذه الجريمة غير مرتبطة بالأديان، بل كانت مرتبطة بالخلافات الدائمة لزوجي مع الجيران حول مواقف السيارات." وفي ظل رفضها تقديم المزيد من التوضيحات، كان لافتا تدخل محاميها ليؤكد بأن إطلاق هيكس النار على جيرانه بسبب خلاف من هذا النوع "ليس أمرا طبيعيا" ملمحا لمعاناة زوج موكلته من أمراض عقلية. ورد محمد أبو صالحة والد يسر ورزان، على تلك التصريحات بتأكيد وجود دوافع دينية للجريمة، قائلا إن زوج ابنته الراحل، ضياء، سكن بمنزله لسنوات لم يقع فيها أي خلاف مع جيرانه ولكن المشاكل بدأت بعد ارتباطه بيسر، والتي كانت ترتدي الحجاب، ما عكس هويتها الإسلامية، مضيفا أن ابنته يسر أكدت له قيام هيكس بالتشاجر معهم لمرتين على الأقل حول أمور مختلفة وكان يفعل ذلك وهو يضع مسدسه على حزامه.
ردة الفعل
وكانت الصدمة هي العنوان الأبرز في ردود أفعال عائلتي المتهم بحادثة إطلاق النار في تشابل هيل والضحايا، فالجانبان بدت عليهما علامات عدم تصديق ما حصل خلال إلقائهما، كل على حدة، بيانا بشأن ما حصل. فخلال حديثها لوسائل الإعلام، قالت شقيقة ضيا بركات، سوزان إن العائلة احتفلت بزواج شقيقها قبل ستة أسابيع، واليوم تذرف دموع الحزن على مقتله. وأشادت بركات الذكرى التي تركها ضيا ويسر ورزان بين أصدقائهم وأقرانهم، من طيبة قلب، وحب للمساعدة. وأكدت بركات أن العائلة مازالت تعيش تحت تأثير الصدمة، ولن تستوعب "الجريمة النكراء" التي وقعت، مطالبة السلطات المحلية بالتحقيق في الحادثة كونها جريمة كراهية.