الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

مصطفى المانوزي : برحيل أحمد بنجلون فقدنا أحد مهندسي الفكرة الإتحادية

مصطفى المانوزي : برحيل أحمد بنجلون فقدنا أحد مهندسي الفكرة الإتحادية

على هامش وفاة أحمد بنجلون الكاتب الوطني، السابق، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اتصلت "أنفاس بريس" بمصطفى المانوزي، رفيق الراحل، فقال:

بعد وصول خبر دخول أحمد بنجلون في غيبوبة يوم الجمعة الماضي أصبت بصدمة كبيرة، فالحالة التي كان يجتازها أحمد بنجلون حينذاك يصعب علاجها، احمد بنجلون لم يعد يملك نفس الطاقة التي كان يملكها قبل حادثة القطار، وقلنا حينها على الأقل اذا لم تعد لأحمد بنجلون القدرة على التحرك ميدانيا بنفس المستوى الذي كان قبل الحادثة ، فإنه يبقى رجل الفكر الذي يمكننا الإستفادة منه، والآن بعد وفاة أحمد بنجلون باعتباره ليس فقط إحدى رجالات النضال بالمعنى العام بل أيضا رجالات التفكير والرزانة في التحليل، فقدنا أحد مهندسي الفكرة الإتحادية، وحتى وإن اختلف معه الناس حتى النخاع فإنه يبقى رجل صامد ورجل مبادئ، لايساوم، يمكن ان يقيم توازنات، يمكن أن يكون معتدلا في لحظات معينة ولكن هو رجل تابث على المبدأ. عرفته عام 1971 لما كنت أزور العائلة في محاكمات مراكش، كان رفقته 17 مانوزي يحاكمون، وعرفته في عام 1972 لما كنت أزوره في السجن المركزي عند زيارة أعمامي أيضا.

رجل رافقني الى غاية زنزانة محمد بونعيلات حيث عاينت كيف كانوا يوزعون الطعام الخ . رجل توطدت علاقتي به اعتبارا من 1978 إبان عقد المؤتمر الثالث للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، رجل دافع عن المبادئ الراسخة للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، رجل حارب عملية تسريب بيان المؤتمر الثالث لعام 1978، الرجل الذي استمر في النضال رغم ما عاناه، إذ تعرض للإختطاف رفقة سعيد بونعيلات في مدريد عام 1969 وسلمتهما السلطات الإسبانية للسلطات المغربية وتم إحضارهما بالطائرة مباشرة الى دار المقري حيث بقيا هناك ثم بعد ذلك نقلا الى السجن العسكري الخ. الرجل الذي تم تكبيله بالسلاسل في قدميه ويديه الى جانب سعيد بونعيلات الى أن وصلا عند قاضي التحقيق العسكري حيث تم نزع السلاسل من قدميهما ويديهما وتم إيداعهما في زنزانات عادية بعدما كانوا في زنزانات انفرادية. الرجل الذي تعرض لنوبات عصبية بحكم التعذيب الوحشي الذي تعرض له، ولولا نزع قطع من أطرافه السفلى الميتة لتم قطع رجله، رجل عانى كثيرا، ورغم كل الضغوطات ورغم الصدمة التي تعرض له إثر اغتيال شقيقه بعد آسبوع فقط من إطلاق سراحه عام 1975 . رجل يستوعب الصدمات ولايحولها الى حقد بل الى تفكير والى رد فكر متزن وليس رد فعل. رجل تحليل بالنسبة لي، فقبل أن يبدأ معك أي لقاء يقوم بتحليل عام للوضع العالمي والوطني، كان راجل واضحا وكان يرفض استعمال

 أو استثمار كفاءات أشخاص آخرين أو استعمال الديماغوجية للتأثير في الآخرين، كان واضحا وصريحا، وهذه الطينة من الناس افتقدناه. وفي الأخير أدعو له بالرحمة والمغفرة وأتقدم بالتعازي الحارة الى زوجته المناضلة التي عرفناه منذ زمن مبكر ترافق العائلات والتي تحملت الكثير وإبنه عمر بنجلون الذي سماه الراحل على عمر بنجلون.

 

مصطفى المانوزي،رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة و الإنصاف