الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

بنكيران و"خطاب" الطرشان في الردّ على ضاحي خلفان

بنكيران و"خطاب" الطرشان في الردّ على ضاحي خلفان

على إيقاعات التكبير ودخول الفاتحين، في "موقعة" بوزنيقة لشبيبة البيجديين، رفع بن كيران من عقيرته للتعبير عن غضبه وسخط آل المصباح وتابعيهم من الموالين، من تصريحات ضاحي خلفان، مستعملا مرة أخرى خطاب الدين، وهذه المرة من أجل التخفيف من وقع ما قيل وبهدف التهوين، شاحذا بالمقابل همم شباب حزبه وحتى القيادين، حاثا إياهم على تجاهل التغريدة وعدم مقابلتها بالأنين، وهي المحدودة الكلمات القوية في الدلالات، والتي لاستصغار صاحبها ووقعها استعان بالآيات.

بنكيران الغضبان، استعمل "خطاب" الطرشان، وهو ينتقد تدوينة ضاحي خلفان، متناسيا أن السلوك الذي رفضه والذي وصفه بالكلمة الخبيثة، هو نفسه الذي صدر عن قيادي بحزبه بالأمس القريب، وهو يحاول المساهمة إلى جانب آخرين من خارج بيت الاتحاديات والاتحاديين، في نسج خيوط مؤامرة ضد حزب أكبر من "رأي" كتبه في جريدة، كانت كل كلماته سليطة قبيحة، تعبر عن نفس غير سويّة، وأحقاد ومكبوتات دفينة، تلوك سيرة حزب من أجل البلع عصيّة، آنذاك لم يتحرك بن كيران بخطاب التقي الورع، لثني خديمه ودعوته للاعتذار عن كلامه البشع، مباركا، مزكيا ما أبان عنه من استهتار، نتيجة لقول هو لغو مثل الشجرة الخبيثة التي ليس لها من قرار!

رئيس الحكومة، الذي رفض تعليقا اعتبره يمس بكرامة "الإخوان"، عاد من جديد خلال ذات اللقاء وهو مبتسم وفرحان، للسب والقذف، ووصف الإنسان بالعفريت والشيطان، هذا المخلوق الذي كرمه الخالق عز وجلّ، وقال فيه سبحانه وتعالى في سورة التغابن "وصوركم فأحسن صوركم"، وفي صورة الروم "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، وفي سورة الإسراء "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" صدق الله العظيم. فانتقى ووظّف من القرءان ما سرّ هواه، وأتى بنقيضه من خلال خطابه الموالي وفحواه، مؤكدا حقيقة تفكير وممارسة، تختار متى تستخدم، ومتى تتجاهل، وفي أي موقف، توظف سيرة الرسول الأكرم وكلام الله.

بنكيران الذي ينسب نفسه وصحبه إلى مدرسة حسن الظن، اختار في تجمعه الشبابي وبكل طواعية أن يكشف عن حقيقة الأرق الذي يسببه له خصومه في السياسة، المفتوح مجالها للاختلاف، الذين يُصَفق للفاعلين فيها متى انتقدوا وأصابوا بل ويُحملوا على الأكتاف، لا أن يُقدحوا ويُنعتوا بأقبح الأوصاف، كلما عرّوا عن زيف الإدعاءات وما كان يُردد من شعارات في الحملات الانتخابية لاستمالة الناخبين بالبهتان وبالهتاف، فصار في رمشة عين همّازا لمّازا، مغتابا معيبا، متنابزا، واصفا تغريدة خلفان بالمؤامرة، التي ساهم فيها سياسيون من المغرب وإن كان تصريحه كله بطلان ومجرد هذيان.

هل يعتقد بنكيران وهو يرد على ضاحي خلفان، ومن خلاله على منتقدي سياساته اللاشعبية بأن الممارسة الديمقراطية ستنتهي عنده، وبأنه قاعد وحزبه على رأس الحكومة إلى أن يرث الأرض ومن عليها؟ هل يتوهم بأنهم هم المستخلفون في الأرض وبأنهم تسلموا مفاتيح الحكم الأبدية؟ أيوجه رسالة من خلال تصريحاته مفادها أن كل الانتخابات القادمة هي محسومة النتائج سلفا وبأن كل عملية في هذا الصدد جماعية أو تشريعية هي فقط شكلية؟ الأكيد أن بن كيران يحتاج إلى جلسة مع الذات نقدية، يراجع فيها كل أوراقه المبعثرة أمامه وتلك المنسية، فتصريحات الرجل وعدد ممن يسبحون في فلكه تؤكد وجود علل مرضية هي في حاجة إلى تشخيص وإلى معالجة فورية.