الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

المغرب يفقد أسد الصحراء الكولونيل ماجور إيدا ولد التامك (مع فيديو)

المغرب يفقد أسد الصحراء الكولونيل ماجور إيدا ولد التامك (مع فيديو)

كان يلقب بأسد الصحراء، هو أحد أبطال المقاومة وجيش التحرير، اختاره الله أن يكون هذا الصباح الثلاثاء 6 يناير 2015، في الفردوس الأعلى.

هو أيدا ولد محمد التامك، رقم بطاقة الصفة 515079، تشير أوراقه الثبوتية إلى أنه رأى النور عام 1905بمنطقة "لحطيبة" في لحمادة، وانتقل لمدينة آسا.. انخرط في جيش التحرير سنة 1955، وبقي مجاهدا بكل نزاهة وإخلاص إلى أن انضم إلى صفوف القوات المسلحة الملكية سنة 1960.

ينتمي أيدا ولد التامك إلى قبائل أيتوسى الصحراوية، والتي كان مجالها يقع في المقاطعة السابعة لجيش التحرير.. رجل نحت اسمه ابتداء مع جيش التحرير ثم في حرب الصحراء، حيث سيتمكن النقيب أيدا التامك بتاريخ أكتوبر 1976 في معركة "لعكد" غرب مدينة تيندوف بمسافة تقدر بـ 70 كلم من أسر ضابطي صف جزائريين مكلفين بالمواصلات اللاسلكية ونقل المعلومات الحربية. 

هو من الأعيان الصحراويين الذين لعبوا دورا مهما في استقرار جيش التحرير بالصحراء، ويشكل نموذجا حقيقيا للنخبة الصحراوية التي صنعت موارد انتخابها عبر جهدها الفردي والبطولي ثم العسكري انتهاء بالسياسي، حيث شارك في وفد أعيان الصحراء وأيت باعمران وموريتانيا الذين وفدوا على مؤتمر الرباط من مختلف القبائل ومن ثكنات جيش التحرير بتلك المناطق بتاريخ مارس 1959.

كان أيدا ولد التامك، كما تؤكد شهادات زملائه العسكريين، أحد أبطال جيش التحرير، منخرطا في جيش التحرير، وبالضبط في المقاطعة السابعة تحت قيادة المرحوم مبارك منار كضابط، ثم  تولى قيادة هذه المقاطعة وخاض فيها معارك شهيرة.. شارك في معارك كثيرة بالصحراء المغربية، نذكر منها معركة مركالة ومعركتي أم لعشار الأولى والثانية، ومعركة إيشت ناحية فم الحسن، ومعركة  تگل نواحي موريتانيا، ومعركة ارغيوة المشهورة ومعركة الساقية الحمراء.. كما شارك في معارك أخرى بأيت باعمران، منها الهجوم العام على جميع معسكرات الجيش الإسباني، ومن بين هذه الهجومات هجوم معسكر تيلوين.

يتميز أيدا ولد التامك بمميزات تشكل استثناء في أبطال المجتمع الصحراوي وأعيانه. ومن ذلك حسن الخلق والتواضع والكرم والكبرياء، والعطف على الفقراء والضعفاء.. إنه إيدا ولد التامك الكريم مثل المطر والسخي مثل القمح والقاطع مثل السيف، والشامخ مثل النخلة.. صحراوي بتلك المواصفات التي يحملها الرجال العظماء لا يمكن أن ينتمي إلى التزلف والمحاباة.

حاز على مجموعة من الأوسمة والنياشين العسكرية، عينه الملك الراحل الحسن الثاني عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتم تكريمه من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بوسام ملكي من درجة قائد سنة 2003 بأسا، تقاعد من صفوف القوات المسلحة الملكية برتبة عقيد ماجور ( كولونيل ماجور).

سيوارى جثمان الراحل أيدا ولد التامك الثرى بعد صلاة عصر هذا اليوم الثلاثاء 6 يناير 2015 بمسجد أحد بأسا.

رحم الله الفقيد، وأدخله فسيح الجنان وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رابط الفيديو هنا