لماذا يصر بعض مسؤولي الدارالبيضاء على تحويل طرق هذه المدينة "التعيسة" إلى جهنم؟ من يمر عبر "طريق ولاد زيان" وحتى في الأيام العادية، لا يمر حتى تكاد تزهق روحه من كثرة الاكتظاظ وجحافل السيارات والشاحنات و"الرموكات" التي لا تجد منفذا آخر للعبور إلى ميناء الدارالبيضاء ووسط المدينة وسوق "درب عمر" غير هذا المعبر . لكن لك أن تتخيل أن تختار سلطات مدينة الدارالبيضاء في وقت الذروة وتزامنا مع ليلة رأس السنة، وضع الحواجز وإغلاق مقطع من هذا الشارع، بذريعة القيام ببعض الإصلاحات وتعطيل حركة انسياب قوافل السيارات والشاحنات، وتوتر أعصاب السائقين وتسابقهم مع إشارات المرور الضوئية، وكل واحد منهم يمني نفسه بالنجاة بجلده من هذا الجحيم.
إنها صفعة أخرى من الصفعات التي يتلقاها المواطنون يوميا، وصورة من العذاب الذي يصلى البيضاويون بسياطه. لأن هؤلاء المسؤولين لو كانوا يملكون "الكبدة" لما أمعنوا في عنادهم وواصلوا تعذيب المواطنين عن سبق إصرار وترصد.
أيام الله طويلة، وشارع "ولاد زيان" لن يهرب، وتأجيل الإصلاحات إلى الليل أو أيام العطل التي يكون فيها صبيب السيارات خفيفا، سيكون أرحم لنا ولهم. ولكن ثمة عقل في مجلس المدينة لا يخترع لبسطاء هذه البلاد السعيدة غير الكوارث، ولا يختار ترميم شوارع الكادحين إلا في أوقات الذروة، أما شوارع "المنعم عليهم" مثل "أنفا" و"مكة" و"عبد الكريم الخطابي" والمسيرة" فإنها شوارع من "حرير" غير قابلة للخدش والترميم نهارا وجهارا.
