الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

"ريدلي سكوت".. منحناك تأشيرة الدخول، ولم نمنحك تأشيرة العرض

"ريدلي سكوت".. منحناك تأشيرة الدخول، ولم نمنحك تأشيرة العرض

أثار منع فيلم Exodus لمخرجه "ريدلي سكوت" من العرض في القاعات السينمائية، كثيرا من الانتقادات.. وفي هذا الصدد أذاع الزميل بلال مرميد ضمن ركنه "سينما بلال مرميد"، مادة سمعية له على أمواج إذاعة "ميدي 1"، وذلك مساء أمس الاثنين 29 دجنبر 2014.. "أنفاس بريس"، تعيد نشر هذا الركن الإذاعي..

"في هذا الركن..أخط بحرية كبيرة ما أريد ومتىأريد،وبالطريقة التي أريد..قلت بحرية كبيرة،لكن أيضا بمسؤولية.. اليوم أعرف ما أريد، ولا أعرف كيف أكتب ما أريد قوله، لأن ما حدث عيب.. عيب كبير.. حتى من لا علاقة له بالسينما يخبر ما حدث، ومع ذلك لنُعد سرد بعض من تفاصيل ما حدث..
فيلم Exodus لـ "ريدلي سكوت" شاهدته، وتلك قصة أخرى تغيب رغبتي الآن لسرد تفاصيلها على المسامع.. هذا العمل عثرت في قلب الرباط على ملصقات إشهارية له، وطبعا سارعت الخطى لأخذ صور تذكارية لأحدها، واعتبرت الأمر انتصارا منا لحرية نَنعم بها مقارنة بالجيران.. ملصق إشهاري للشريط الذي سيعرض في القاعات المغربية، والمتوفر سلفا عند باعة الأفلام المقرصنة.. هذا يعني بأنه حصل على تأشيرة العرض، ومن منحه التأشيرة شاهده من ذي قبل، ومن المفترض فيه أنه يفهم القليل في السينما ويميز بين الخيال والواقع..

مرت الأيام وحان وقت العرض، وغاب العرض.. باختصار، انتشر خبر وقف عرضه رغم حصوله على تأشيرة المركز السينمائي المغربي الذي يديره رجل استضفناه في الـ ''إف.ب.إم'' على ميدي1، وتعهد بعظمة لسانه بأنه لن يكون على عهده أدنى تراجع في العرض أو في تصوير الأفلام عندنا..

يتلقف هاتفك اتصالات كثيرة تسأل عما حصل، وطبعا لا تتوفر على جواب لما حصل.. تنتظر مثل الآخرين ويطول الانتظار ويكثر اللغط، ويتمخض جبل النقاشات ليلد بلاغا صغيرا جدا يؤكد بأن لجنة اسمها لجنة النظر في صلاحية الأشرطة السينماتوغرافية لم تمنح لملاك القاعات تأشيرة عرض الفيلم.. تفصيل كنت أعتقد بأننا تجاوزناه منذ مدة، ويبدو أنني كنت متفائلا أكثر من اللزوم سامحني الله.. لهذا الحد لا نميز بين السينما والواقع؟ هي سينما يا سادة الفهم، ممن لا يفقهون شيئا في السينما.. هي سينما، والفيلم السينمائي يبقى في أول وآخر المطاف شريطا سينمائيا..

يا صاحب القاعة السينمائية منحناك سلفا التأشيرة، والآن لا نمنح تأشيرة العرض..

يا مشاهد السينما، نرغب في حمايتك من شريط "ريدلي سكوت" وهو سينمائيا أحد أتفه أعماله..

أيها الموزع، ما وقع الآن فيه كثير من النصح لك حتى لا تركب المغامرة مستقبلا وتستقدم أشرطة أجنبية لعرضها..

يا "ريدلي سكوت"، شريطك ربما تلقف كثيرا من ضربات النقاد لأن فيه خمسا وأربعين دقيقة من حشو يسيء لك ولتاريخك السينمائي.. ارتأينا أن نمنح الصحف العالمية مادة مسيئة لنا، وأن نمنحك أنت أفضل إشهار من خلال وقف عرضه في قليل القاعات التي ما زالت على قيد الحياة..

أيها المُقرصن، قرارنا فيه دعوة لك لتحتفل وتشتغل وتبيع مثلما فعلت على الدوام..

يا بلال، لم تخطئ نهائيا حين سألت مدير المركز السينمائي الجديد صارم الفاسي الفهري عند استضافته عن ردة فعله، إن سُجل تراجع أو مُنع شريط ما من العرض أو التصوير.. حينئذ أجاب بصوت مسموع: سأعود للقطاع الخاص، من حيث أتيت.. هو الذي قال هذا الكلام، والتسجيل على "ميدي1" يشهد..

كما فعلت بالأمس وسأفعله في الغد، قمت اليوم بواجبي على قاعدة "اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد..".
يبدو بأني كنت متفائلا أكثر من اللزوم، واليوم لا رغبة لي في إضافة كلمة واحدة.. ما الذي بإمكاني أصلا أن أضيفه؟ لا شيء.. حقا لا شيء"...