خلال رحلتي كمصابة بالسرطان لأكثر من عشرين سنة، كنت الضحية والشاهدة على عملية تمييز طويلة. اضطررت إلى السفر لأكثر من 600 كيلومتر ذهابا وإيابا لمراجعة طبيب متخصص وإجراء فحوصات دورية والوصول إلى الدواء الذي لم يكن متوفرا في المغرب إلا بعد ثلاث سنوات من اقتنائه من الخارج. كنت أقوم برحلات متكررة ومرهقة تكلفني نفقات كبيرة. وكنت دائما أحدث نفسي وأقول: ماذا عن النساء الأخريات ذوات الموارد المحدودة أو المنعدمة؟
المرأة المصابة بالسرطان مطالبة، في أغلب الأحيان، أن تتدبر، بالإضافة إلى العلاج القاسي والطويل المدى وآثاره الجانبية، والتغيرات الجسدية والتداعيات النفسية، أنواعا أخرى من "السرطانات": كالفقر، ومركزية العلاج، والبعد عن المراكز الصحية، والافتقار إلى التغطية الصحية الشاملة، البيروقراطية، الأمية، الجهل التام بالمرض إجراءات الرعاية، وانعدام التثقيف الصحي الفعال والمستهدف ومحاربة المعلومات المغلوطة حول السرطان.
للأسف، تواجه المرأة جميع أشكال التمييز، بدء من الوصول إلى المعلومة الموثوقة والصحيحة حول مرضها، والرعاية الجيدة، وتقديم الدعم النفسي لها، والافتقار إلى البنيات المناسبة لاستقبالها ومرافقتها أثناء رحلتها العلاجية. ويزداد الحيف الاجتماعي خطورة عندما يصبح مرضها وصمة عار أمام أسرتها وأقاربها وبيئة العمل، حيث يتم الحكم عليها من خلال مظهرها الجسدي. والأسوأ من ذلك، أن تتعرض لهجر زوجها في أغلب الأحيان، وطردها من وظيفتها وحرمانها من التأمين الطبي وزيادة الراتب، وفقدان مسؤولياتها ومزايا ترقيتها عند عودتها إلى العمل بعد رحلة العلاج الشاقة. تبقى المرأة هي الأكثر تضررا والأكثر تأثرا بالسرطان، سواء كانت مريضة أو مرافقة للمريض.
من أجل رعاية أكثر إنصافا للمرأة، وجب التوقف عن الإشفاق عليها دون التصرف، وتجاهل معاناتها المادية والنفسية، وتلوين كل شيء باللون الوردي على شرفها أو في ذكراها بشكل مناسباتي. حان الوقت للتنديد بالحيف..