جانب من اللقاء شهد مركب محمد السادس لكرة القدم تنظيم ندوة دولية حول موضوع "الرياضة كرافعة للنهوض بحقوق الإنسان: أي أثر على المجتمعات؟"، بمشاركة ثلة من الفاعلين والخبراء الوطنيين والدوليين في مجالي الرياضة وحقوق الإنسان.
اللقاء، الذي نظم بدعوة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان برئاسة أمينة بوعياش، عرف حضور شخصيات بارزة وممثلين عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والكونفدرالية الإفريقية “كاف”، ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى جانب عدد من المختصين والباحثين.
وخلال هذه الندوة، وقّعت أمينة بوعياش وفوزي لقجع، رئيس مؤسسة “المغرب 2030”، اتفاقية تعاون تروم تعزيز المقاربة الحقوقية في السياسات الرياضية وتنمية الممارسات الدامجة.
في مداخلته، أبرز الأستاذ محمد بن الماحي، المحامي بهيئة مكناس، ورئيس جامعة الدراجات، أهمية اعتبار الرياضة وسيلة لبناء مجتمع أكثر شمولية وانسجاما، مشيرا إلى أن المغرب تحول إلى نموذج قارّي في مجال الحكامة الرياضية بفضل دمجه مبادئ المساواة والتسامح في الممارسة الرياضية، سواء من خلال البرامج المدرسية والجامعية أو عبر تنظيم آلاف التظاهرات الأسبوعية التي تتجاوز 15 ألف نشاط رياضي.
وأكد بن الماحي أن المغرب يولي أهمية بالغة لتقويم السلوك الرياضي واعتماد مواثيق تأديبية تجرم كل أشكال التمييز، فضلا عن إحداث لجان تتولى تقييم الممارسات الدامجة في الأحداث الكبرى.
وأضاف أن إدماج الرياضة ضمن الاستراتيجية التنموية الوطنية مكّن من جعلها رافعة للتقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي والتعاون الدولي، في إطار سياسة شمولية تعتبر الولوج إلى الرياضة حقا دستوريا مرتبطا بمجالات التربية والصحة والتنمية البشرية.
كما أشار إلى أن المغرب يعزز بنياته التحتية الرياضية في المدن والقرى على حد سواء، من خلال تشييد ملاعب القرب بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع الانفتاح على الرياضة النسائية والأشخاص في وضعية إعاقة باعتبارهم جزءا أساسيا من النسيج الرياضي الوطني.وتتجاوز الرؤية المغربية، حسب المتدخلين، البعد التنافسي للرياضة لتجعل منها أداة لترسيخ قيم الاحترام والسلام والتضامن وتقليص الفوارق الاجتماعية، بما ينسجم مع التوجهات الكبرى التي تؤطر رؤية المغرب 2030 الهادفة إلى جعل الرياضة دعامة أساسية لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
