Tuesday 4 November 2025
Advertisement
اقتصاد

بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية .. الصحراء المغربية تتحول إلى قطب قاري واعد

بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية .. الصحراء المغربية تتحول إلى قطب قاري واعد الصحراء المغربية تتحول إلى قطب قاري
مع اقتراب تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء تتجه الأنظار نحو الأقاليم الجنوبية،  للوقوف على تحول عميق ونقلة نوعية تشهدها هذه الأقاليم.
 
فعلى امتداد ربوعها الشاسعة، من شواطئ المحيط الأطلسي إلى عمقها الساحلي، تبدو الأقاليم الجنوبية، ورشا هائلا مفتوحا بعدما ترسخت، منذ سنوات عديدة، إرادة قوية لجعلها واجهة أخرى لمغرب بطموحات كبيرة من أجل تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية بين مختلف جهات المملكة. 
 
ويقف في قلب هذه الدينامية ورش ملكي مهيكل، هو النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015، ليشكل اليوم تجسيدا لرؤية استشرافية جعلت من المنطقة قطبا قاريا واعدا وجسرا نحو العمق الإفريقي.
 
ففي خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وضع  الملك حجر الأساس لهذا الصرح التنموي، مؤكدا  أن "تطبيق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية يجسد وفاءنا بالتزاماتنا تجاه المواطنين بأقاليمنا الجنوبية، بجعلها نموذجا للتنمية المندمجة". 
 
 هذا البرنامج التنموي المندمج، الذي جاء تتويجا لمسار طويل من العمل الميداني والتخطيط الاستراتيجي منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية سنة 1975، ليس مجرد مخطط اقتصادي، بل هو، كما أكد  الملك في خطابه  بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، مشروع مجتمعي متكامل، يهدف للارتقاء بالإنسان وصيانة كرامته، ويجعله في صلب عملية التنمية.
 
واليوم، وفي قلب الصحراء المغربية، تتجلى ملامح الرؤية الملكية في تفعيل هذا النموذج التنموي، الذي يشمل شتى قطاعات البنيات التحتية، والطاقة، والفلاحة، والاقتصاد الأزرق، والتأهيل الحضري، والتنمية الاجتماعية.
 
فبميزانية ضخمة ارتفعت من 77 إلى 85 مليار درهم ، وبنسبة التزام تفوق 80 في المائة، انطلقت كوكبة من المشاريع المهيكلة التي غيرت جغرافية المنطقة الاقتصادية. ويأتي في مقدمتها شريان الحياة الاقتصادي، الطريق السريع تزنيت-الداخلة على طول 1055 كلم، والمشروع العملاق ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيجعل من الجهة منصة لوجستية قارية.
 
هذه الأوراش الكبرى، التي تشمل أيضا البرنامج الصناعي لفوسبوكراع، ومحطات الطاقة الشمسية والريحية الرائدة، وسد "فاصك" بكلميم، وكذا برامج التأهيل الحضري وتثمين القطاع الفلاحي والصيد البحري، لم تصمم فقط لخدمة الساكنة المحلية، بل لتؤهل الصحراء المغربية للاضطلاع بدورها التاريخي كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.
 
هذه المنجزات تعززت بالحرص على إنشاء بنى تحتية متطورة، من ضمنها المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون وكلية الطب ومدينة المهن والكفاءات، لتضع الرأسمال البشري في صلب الأولويات، وفاء للرؤية الملكية.
 
وتؤكد الأرقام الرسمية أن ثمار التنمية لم تقتصر على الحجر، بل شملت البشر بالدرجة الأولى. فقد سجلت المؤشرات الاجتماعية بالأقاليم الجنوبية تطورا إيجابيا ملحوظا، فاق في أحيان كثيرة المعدل الوطني، إذ ارتفع مستوى المعيشة، وتراجعت معدلات الفقر، وتحسنت نسب التعليم والتأطير الصحي بشكل لافت.