Saturday 1 November 2025
Advertisement
سياسة

مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية.. من منطق الدفاع إلى منطق البناء

مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية.. من منطق الدفاع إلى منطق البناء المغرب أعلن سنة 2007 عن مبادرته للحكم الذاتي
مع إعلان المغرب عن مبادرته للحكم الذاتي سنة 2007، انتقلت المقاربة المغربية من الدفاع عن موقفها المشروع إلى صناعة الحلول وقيادة المسار الأممي.
 
فقد وضع المغرب، لأول مرة في تاريخ هذا النزاع الإقليمي، تصورا عمليا متكاملا يوفق بين مبدأ تقرير المصير ومبدأ الوحدة الترابية، من خلال آلية سياسية مرنة تستجيب لمعايير الأمم المتحدة وتنسجم مع مقاصد ميثاقها.
 
هذا التحول النوعي أعاد صياغة النقاش الدولي من ثنائية "الانفصال أو الاندماج" إلى منطق "التدبير الذاتي ضمن السيادة الوطنية"، وهو ما شكل ثورة مفهومية في طريقة معالجة الملف.
 
المبادرة في بعدها الملكي والسيادي
ليست مبادرة الحكم الذاتي مجرد مقترح إداري أو مناورة دبلوماسية، بل هي ترجمة لرؤية ملكية متجذرة في فلسفة الدولة المغربية الحديثة.
 
لقد حرص الملك محمد السادس على أن تكون السيادة المغربية في الصحراء سيادة متجددة، تتجسد في القدرة على إدماج التعدد والتنوع في إطار وحدة وطنية صلبة.
 
ومن خلال هذه الرؤية، أعاد المغرب تعريف مفهوم السيادة ذاته. فلم تعد السيادة تعني السيطرة الجغرافية فحسب، بل القدرة على بناء مشروع وطني جامع يدمج جميع مكوناته ضمن فضاء واحد من التنمية والمواطنة. إنها سيادة تمارس بالحكمة لا بالقوة، وبالانفتاح لا بالانغلاق.
 
البعد الأممي والدولي: تثبيت المبادرة كمرجعية شرعية للحل
منذ تقديم المبادرة سنة 2007، تبنى مجلس الأمن موقفا ثابتا يعتبرها المبادرة الجادة والواقعية وذات المصداقية، وهو الوصف الذي تكرر في جميع قراراته من القرار 1754 إلى القرار 2756 (لسنة 2024).
 
هذا الثبات الأممي لم يكن صدفة، بل نتيجة اقتناع المجتمع الدولي بجدية المقاربة المغربية، وبأنها الوحيدة القادرة على توفير حل دائم ومتوازن.
 
كما عبرت قوى دولية كبرى، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وألمانيا والإمارات، عن دعمها الصريح للمبادرة باعتبارها الأساس الواقعي للحل.
 
بهذا، تحولت المبادرة من مقترح مغربي وطني إلى مرجعية دولية مؤسسة لأي مسار تفاوضي جاد حول الصحراء المغربية.
 
المبادرة لم تكن مجرد رؤية داخلية، بل أصبحت محورا للاعتراف الدولي ودليلا على صدقية الموقف المغربي:
 
خطاب المسيرة الخضراء 2021: "إن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها… واعتراف دولي واسع."
 
خطاب المسيرة الخضراء 2021: "ونعتز بالقرار السيادي، للولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه… وهو نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية."
 
هذا الدعم الدولي شكل قوة دفع استراتيجية للمغرب، ووضع مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي، قابل للتطبيق، وعزز قدرة المملكة على التأثير في محافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.