الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

زكريا المومني على خطى هشام المنظري: المهنة النصب والابتزاز

زكريا المومني على خطى هشام المنظري: المهنة النصب والابتزاز

تعرض إدريس اليزمي، رئيس "المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، يوم الأحد 21 دجنبر الجاري،  لهجوم من طرف زكريا المومني، بطل العالم في الكيك بوكسينغ  أثناء لقاء احتضنه معهد ثقافات الإسلام بباريس.

ويعتبر هذا هو الاستفزاز الثاني الذي يتعرض له اليزمي في أقل من شهرين ونصف، إذ سبق لزكريا المومني أن هاجمه خلال مشاركته في ندوة حول حقوق الإنسان في المغرب، نُظمت بـ"معهد العالم العربي" في باريس في 12 أكتوبر الماضي. زكريا المومني الذي كان متوترا للغاية ادعى أن الدولة المغربية قامت بفبركة صور بورنوغرافية له. كما قام من مكانه وتهجم على أحد الحاضرين صارخا في وجهه، ولولا تدخل بعض الحاضرين لتحول الأمر إلى عنف مادي.

والجدير بالذكر أن زكريا المومني، الذي يتهم محمد منير الماجدي، السكرتير الخاص للملك محمد السادس،  بالوقوف وراء محنته، دأب على استفزازالمسؤولين المغاربة الذين يحلون بفرنسا، وطريقة للتأثير على الرأي العام الفرنسي. وهنا لا بد أن نقول إن ثمة مشكلا في التعاطي مع القضية: لقد صرخ المومني بأنه رفع الراية الوطنية عاليا، فهل تعقب المسؤولين المغاربة واسفزازهم أمام الملأ والتهجم عليهم واتهامهم يمكنه أن يكون مصدر فخر ودليل على حس وطني عال؟ هل استفزاز الموظفين السامين أثناء اللقاءات والندوات والمؤتمرات يغني عن القضاء الذي لجأ إليه المومني؟ أليس استفزاز ممثلي الدولة المغربية هو استفزاز لجميع المغاربة على المستوى الدولي؟ لقد كان المومني وراء تعليق اتفاقيات التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، فهل يبحث محركوه عن تعليق العلاقات الديبلوماسية بين البلدين؟ وهل هذا هو الأسلوب الأنجع لانتزاع الحقوق، إن كانت ثمة حقوق لديه لدى المسؤولين المغاربة؟

والسؤال الذي ينبغي طرحه بإلحاح هو: لماذا عاد زكريا المومني إلى أسلوب الكذب والاستفزاز بعد فترة كمون، إثر التصريحات التي أدلى بها دفاع الدولة المغربية، والتي توضح أن بحوزتها أدلة ستضع المومني في ورطة ابتزاز دولتين هما المغرب وفرنسا؟ ما حكاية نادي الملاكمة الذي كان سينشئه بباريس، وأين ذهبت آلاف أورو التي تسلمها ووقع على وصل بذلك؟ وما حكاية المبالغ التي يتهم بتسلمها مقابل عقود عمل بأوربا؟ ما حكاية وقفاته الاحتجاجية أمام السفارة المغربية بباريس؟ ما سر تناقضات زكريا المومني الذي يدعي تارة أنه أحتجز 4 أيام، و تارة يدعي أنه احتجز 15 يوما؟

إن ما يقوم به زكريا المومني يذكرنا- مع اختلاف في التفاصيل- بما كان يقوم به هشام المنظري، الذي ادعى أنه ابن الملك الراحل الحسن الثاني، ولجأ إلى كل الأساليب الممكنة للتشهير بالقصر الملكي، مستعملا أسلوب التهديد والابتزاز والنصب، واللجوء إلى الإعلام الأمريكي والإسباني والفرنسي من أجل النيل من المغرب. فإذا كان المومني يؤمن بالمؤسسات، وإذا كان قد لجأ إلى القضاء، فما معنى أن يتسلل إلى الندوات الحقوقية والثقافية لعرقلتها بالقوة؟ ما معنى أن يرفع صوته بالصراخ ضدا على إرادة الذين جاؤوا لممارسة حقهم في الاستماع والنقاش؟ ما معنى أن يصادر حق الجهات المنظمة في استدعاء من شاءت؟ وهل يضع نفسه فوق جميع القوانين، بما فيها قانون الدولة التي استقبلته؟